للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي تَرجَمةٍ أخْرَى: بَابُ "الْعِلْمُ قَبْلَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ لِقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ: {فَاعْلَمْ أَنهُ لا إِلَهَ إلا الله} (١) ": فَبَدَأَ بِالْعِلْمِ، وَأَنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَرَّثُوا الْعِلْمَ، مَنْ (٢) أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ الله لَهُ طَرِيقًا إِلَى الجنة، وَقَال الله (٣) عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (٤)، وَقَال: {وَمَا يَعْقِلُهَا إلا الْعَالِمُونَ} (٥)، {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (٦) وَقَال: {هَلْ يَسْتَوي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (٧)، وَقَال النبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنمَا الْعِلْمُ بِالتعَلُّمِ). وَقَال أَبو ذَر: لَوْ (٨) وَضَعْتُمُ الصَّمْصَامَةَ (٩) عَلَى هَذِهِ وَأَشَارَ إِلَى قَفَاهُ ثُمَّ ظَنَنْتُ أَنِّي أُنْفِذُ (١٠) كَلِمَةً سَمِعْتُهَا مِنَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ أَنْ تُجِيزُوا (١١) عَلَيَّ لأَنْفَذتهَا، وَقَال ابْنُ عَبَّاسٍ: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} (١٢): حُلَمَاءَ فُقَهَاءَ، ويقَالُ: الرَّبَّانِيُّ الذي يُرَبِّي الناس بِصِغَارِ الْعِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ (١٣). [قَولهُ - عليه السلام -: (مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيرًا .. ) قَدْ تَقَدَّمَ مُسْنَدًا. و] (١٤) قَوْلهُ - عليه السلام -: (إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ) إلى آخِرِهِ (١٥) هُوَ حَدِيثٌ مُسْنَدٌ خَرَّجَهُ


(١) سورة محمد، آية (١٩).
(٢) في (ك): "فمن".
(٣) قوله: "الله" ليس في (أ).
(٤) سورة فاطر، آية (٢٨).
(٥) سورة العنكبوت، آية (٤٣).
(٦) سورة الملك، آية (١٠).
(٧) سورة الزمر، آية (٩).
(٨) في (أ): "ولو".
(٩) في (ك): "هذه الصمصامة". والصمصامة: هو السيف الصارم الذي لا ينثني، وقيل: الذي له حد واحد.
(١٠) "أنفذ": أُمضي.
(١١) في (أ): "تجتزوا"، و"أن تجيزوا" أي: تكملوا قتلي.
(١٢) سورة آل عمران، آية (٧٩).
(١٣) البخاري (١/ ١٥٩ - ١٦٠).
(١٤) ما بين المعكوفين ليس في (ك).
(١٥) قوله: "إلى آخره" ليس في (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>