للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

من العلم بالإضافة إلا على النَّزْر اليسير والشيء القليل، وللنظر (١) في الأسانيد رجالٌ أخرون، وأئمة مشهورون، وعلماءٌ بها مشتغلون قد بذلوا في تحصيلها جهدهم، وصرفوا إلى تمييزها من الاهتمام ما كان عندهم، حتَّى دُفعت إليهم الأحاديث برمتها، وأُلقيت إليهم الآثار بأزمتها، فعرفوا صحيحها من سقيمها، ومُرتَابها من سليمها، معونةً من الله لهم، وعنايةً منه تبارك وتعالى بهم، حتَّى حُفظت الشمريعة على من لم يَنب مَنابَهُم، ولا قام في ذلك مَقامهم، وإذا خَلصت (٢) الطوية، وصلحت النية كان لكل واحد من الفريقين حَظه من الشكر، ونصيبه عند الله عزَّ وجلَّ من الأجر، ففضله عظيم، وجوده تبارك وتعالى واسع عميم، وإليه جل جلاله نرغب أن يجعلنا من المخلصين، ويدخلنا برحمته في عباده الصالحين.

وأنا أذكر في هذا الصدر ما ذكره (٣) مسلم بن الحجاج في صدر كتابه من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقتصر (٤) من السند على ذكر الصاحب كما شرطت (٥)، ثم أبدأ بعد ذلك بكتاب الإيمان ثم الطهارة ثم الصلاة على ما ذكرته من رُتبة كتاب مسلم، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا به (٦)، وهو حسبنا ونعم الوكيل.


(١) في (أ): "ولينظر".
(٢) في (أ): "حصلت".
(٣) في (ج): "ما ذكر".
(٤) في (ج): "واقتصرت".
(٥) قد جعلت لأحاديث المقدمة ترقيمًا خاصًّا لما عُلِمَ أن شرط مسلم في مقدمته غير شرطه في أصل الصحيح. انظر "الفروسية" لابن القيم (٤٥).
(٦) في (ج): "إلا بالله".

<<  <  ج: ص:  >  >>