للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}) (١) (٢). ذكره في كتاب "الاعتصام".

١٢٧٥ - (٢٣) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ أَنَّ ضِمَادًا قَدِمَ مَكةَ وَكَانَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، كانَ يَرْقِي (٣) مِنْ هَذِهِ الرِّيح (٤)، فَسَمِعَ سُفَهَاءَ مِنْ أَهْلِ مَكةَ يَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ، فَقَال: لَوْ أَني رَأَيتُ هَذَا الرَّجُلَ لَعَلَّ الله يَشْفِيهِ عَلَى يَدَيَّ. قَال: فَلَقِيَهُ، فَقَال: يَا مُحَمَّدُ! إنِّي أرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيح، وَإِنَّ الله يَشْفِي عَلَى يَدِي مَنْ شَاءَ، فَهَلْ لَكَ؟ فَقَال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: (إِنَّ الْحَمْدَ لله نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ مَنْ يَهْدِهِ الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ). قَال: فَقَال: أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلاءِ. فَأَعَادَهُنَّ عَلَيهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ثَلاثَ مَرَّاتٍ. قَال: فَقَال: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ، وَقَوْلَ السَّحَرَةِ، وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ، فَمَا سَمِعْتُ بِمِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلاءِ! وَلَقَدْ بَلَغْنَ نَاعُوسَ (٥) الْبَحْرِ، قَال: فَقَال: هَاتِ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الإِسْلامِ، قَال: فَبَايَعَهُ، فَقَال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: (وَعَلَى قَوْمِكَ؟ ). قَال: وَعَلَى قَوْمِي. قَال: فَبَعَثَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً فَمَرُّوا


(١) سورة الأنعام، آية (١٣٤).
(٢) انظر التعليق رقم (٥) في الصفحة السابقة.
(٣) "يرقي" الرقية هي العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع، ورقي الراقي إذا عوذ ونفث في عوذته.
(٤) "هذه الريح": المراد بالريح هنا الجنون ومس الجن.
(٥) في (ج): "قاعوس"، وفي الحاشية "ناعوس"، وفي حاشية (أ): "قاموس".
قال القاضي عياض: أكثر نسخ "صحيح مسلم" فيها: "قاعوس" بالقاف والعين. قال: ووقع عند أبي محمَّد بن سعيد "تاعوس" بالتاء المثناة فوق. قال: وذكره أبو مسعود الدمشقي والحميدي في "الجمع بين الصحيحين": "قاموس" بالقاف والميم. قال بعضهم: وهو الصواب ا. هـ. و"قاموس البحر": لجته وقعره الأقصى.

<<  <  ج: ص:  >  >>