للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنه منّ عليهم بالعافية ووفقهم في الغارة التي أسهموا فيها بأمر سيديهما ملكي سبأ: يرم أيمن, وأخيه كرب إيل وتر؛ ولأنه بارك لهما ومنحهما السعادة بإرضاء مليكهما١, وقصد بلفظة "واخيهو" حليفه؛ لأنهما متآخيان بتحالفهما. ويلاحظ أن هذا النص قد قدم اسم "يرم أيمن" على اسم الملك "كرب إيل وتر" مع أن هذا هو ملك سبأ الأصيل، ولقب "يرم أيمن" بلقب ملك، أي: إنه أشركه مع الملك "كرب إيل" في الحكم، وفي هذا دلالة على أن "يرم أيمن" كان قد أعلن نفسه ملكًا على سبأ ولقب نفسه بألقاب الملوك, وأن الملك الأصلي اعترف به, طوعًا واختيارًا أو كرهًا واضطرارًا، فصرنا نجد اسمي ملكين يحملان هذا اللقب: لقب "ملك سبأ" في وقت واحد.

وقد ورد اسم "يرم أيمن" في النص الموسوم بـCIH ٣٢٨, وقد لقب فيه بلقب "ملك سبأ"؛ إلا أن النص لم يذكر اسم ملك سبأ الأصيل الذي كان يحكم إذ ذاك٢, وقد ذكر في هذا النص اسم الإله "تألب ريام"، وهو إله همدان، ولم يذكر معه اسم أي إله آخر. ولما كان صاحب النص همدانيًّا، وقد كان "يرم أيمن" ملك همدان وسيدها، لم يذكر اسم ملك سبأ ولم يشر إليه، واكتفى بذكر ملكه فقط.

هذا, وليس في استطاعتنا تثبيت الزمن الذي لقب فيه "يرم أيمن" نفسه بلقب "ملك سبأ", فقد رأينا قيلًا في أيام الملك "وهب إيل يحز" ورأينا صلاته به لم تكن على ما يرام في بادئ الأمر، وأنه كان يتمنى لو أن الإله "المقه" أسعده بالتوفيق بين ملكه وبينه، ثم لا ندري ما الذي حدث بينهما بعد ذلك. ولكن الظاهر أن طموح "يرم أيمن" دفعه إلى العمل في توسيع رقعة سلطانه وفي تقوية مركزه، حتى نجح في مسعاه، ولا سيما في عهد "كرب إيل وتر يهنعم"، فلقب نفسه بلقب "ملك"، وأخذ ينقش لقبه هذا في الكتابات، وصار يحمل اللقب الرسمي الذي يحمله ملوك سبأ الشرعيون حتى وفاته.

وقد عرفنا من الكتابات اسمي ابنين من أبناء الملك "يرم أيمن"، هما:


١ Jamme ٥٦٥, Mamb ٢٦٦, Mahram P.٤٧
٢ Mahram, P.٢٨٨

<<  <  ج: ص:  >  >>