للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أهل الكهف والرقيم]

ولا بد لي وقد انتهيت من الحديث عن النبط وعن "الكورة العربية" من الكلام عن أهل الكهف والرقيم، الذين ذكروا في القرآن الكريم: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً} ١. إذ ذهب بعض علماء التفسير إلى أن الرقيم واد دون فلسطين فيه الكهف، وهو قريب من "أيلة". كان اليهود قد أوحوا إلى المشركين من أهل مكة، أن يسألوا الرسول عنهم، امتحانًا له. وكانوا يتداولون أخبارهم، ويروون قصصًا عنهم، كان شائعًا فاشيًا إذ ذاك بين النصارى أيضًا، فجاء الجواب عنهم في سورة "الكهف"٢.

وهناك من زعم أن "الرقيم" على فرسخ من "عمان"، أو قرية صغيرة بالقرب من البحر الميت، أو أنها "البتراء": وذلك بالإضافة إلى روايات أخرى رجعت مكان "الكهف" إلى "أفسس" "أفسوس"، بالأناضول، أو إلى أماكن أخرى لا داعي إلى ذكرها في هذا المكان، لعدم وجود علاقة لها بهذا البحث. وقد بحث عنها المتخصصون، كما قامت بعثات آثارية بالبحث عن كهف "أهل الكهف" في الأماكن المذكورة، للتأكد عما جاء عنه في الموارد النصرانية والإسلامية، فإليها أحيل من يريد التبسط في الكلام عنه٣.


١ سورة الكهف، الآية ٩.
٢ تفسير الطبري "١٥/ ١٢٦ وما بعدها". "طبعة بولاق"، تفسير النيسابوري "١٥/ ١١٦ وما بعدها"، "حاشية على تفسير الطبري، طبعة بولاق"، تفسير القرطبي "١٠/ ٣٥٦ وما بعدها"، تفسير ابن كثير "٣/ ٧٣".
٣ راجع دائرة المعارف الإسلامية. Encyclopedia Of Islam، ومجلة: Review De Qumran, Vol. ٥, No. ١٨, ١٩٦٥.
وما كتبه "ماسنيون" و"بارنيوس" Baronius، و" تاليمونت" Talimont. عن الكهف.
وأشكر دائرة الآثار بعمان في المملكة الأردنية الهاشمية لتفضلها علي بإرسال صورة كتابة "بئر أم الرجوم"، ومقال يقع في "٣" صفحات للسيد رفيق وفا الدجاني عنوانه: كهف، أهل الكهف في الرجيب، وذلك بكتابها المرقم بـ٢ – ١٤ -٤ ١٩٥٨ والمؤرخ لـ "١٨-٨-١٩٦٦م".

<<  <  ج: ص:  >  >>