للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الثاني والستون بعد المائة: شعراء قريش]

ويزعم أهل الأخبار أن العرب كانت تقر لقريش بالتقدم في كل شيء عليها إلا في الشعر، فإنها كانت لا تقر لها به، حتى كان عمر بن أبي ربيعة، فأقرت لها الشعراء بالشعر أيضا ولم تنازعها١. وذكر أن قريشا كانت أقل العرب شعرا في الجاهلية، فاضطرها ذلك أن تكون أكثر العرب انتحالا للشعر في الإسلام. ويؤيد هذا الرأي أننا نجد أكثر من ذكر الرواة أسماءهم وأشعارهم من الشعراء الجاهليين إنما هم من غير قريش٢.

وذكر أهل الأخبار أن المنافسة التي كانت بين قريش والأوس والخزرج، أهل يثرب، دفعت أهل مكة إلى صنع الأشعار لتتغلب بها على الأنصار، "يروي الناس لأبي سفيان بن الحارث قولا يقوله لحسان:

أبوك أبو سوء وخالك مثله ... ولست بخير من أبيك وخالكا

وإن أحق الناس أن لا تلومه ... على اللوم من ألقى أباه كذلكا

أخبرنا أبو خليفة، أخبرنا محمد بن سلام، قال: وأخبرني أهل العلم من


١ الأغاني "١/ ٢٥"، ابن سلام، طبقات الشعراء "١٠".
٢ مجلة المجمع العلمي العراقي، جواد علي، لهجة القرآن الكريم "المجلد الثالث" "الجزء الثاني ١٩٥٥م"، "ص٢٧٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>