للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الذبح]

والغالب على الجاهليين ذبح الحيوان، لأخذ لحمه، وذلك بقطع الحلقوم بسكين١.

يفعلون ذلك في الشياه والكباش والتيوس والطيور والدجاج. أما بالنسبة إلى السمك وما يستخرج من البحر، فإنهم يتركونه حتى يموت، أو يشقون بطونها وقد يذبحونها أيضًا. ويأكلون الميت منه كذلك. وأما الإبل، فإنهم ينحرونها، ونحر البعير طعنه في منحره٢. وكانوا إذا أرادوا نحر البعير عقروه، أي قطعوا أحد قوائمه ثم ينحر، يفعل ذلك به كيلا يشرد عند النحر٣.

هذا هو الأصل في الحصول على اللحم، ولكنهم كانوا كما جاء في القرآن الكريم لا يعافون أكل الميتة والمختنقة والمتناطحة، لفقرهم وجوعهم. مع ما كان يلحقهم من ضرر من أكلها بسبب فسادها. ولذلك حرم أكل لحومها في الإسلام.

والعادة عند العرب أن من العيب بيع شيء من طعام لمن هو في حاجة إليه.

وهم يشعرون بالخجل وبالإهانة إذا طلب معسر طعامًا أو شرابًا كلبن أو ماء ثم لا يجاب طلبه، أو يطلب عن ذلك ثمنًا يقبضه مقابل ما قدم من طعام أو شراب.

لأن القرى واجب على كل عربي، ولا يكون القرى بثمن. فكيف يقف إنسان موقف بخل وإمساك أمام مرمل محتاج٤.

ويقال لكل ما يؤكل "الطعام"، فالطعام اسم جامع، وجمع أطعمة.

وأشهر وجبات الطعام عند العرب الغداء والعشاء. فالغداء وقت الغدي، والعشاء وقت العشي. أما الفطور، وهو ما يتناوله الإنسان صباحًا، أي عند نهوضه


١ اللسان "٢/ ٤٣٦" وما بعدها، "ذبح".
٢ تاج العروس "٣/ ٥٥٧"، "نحر".
٣ تاج العروس "٣/ ٤١٥"، "عقر".
٤ تاج العروس "٧/ ٣٥١"، "رمل".

<<  <  ج: ص:  >  >>