للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢- الدهناء:

وهي مساحات من الأرضين تعلوها رمال حمر في الغالب، تمتد من النفود في الشمال إلى حضرموت ومهرة في الجنوب، واليمن في الغرب، وعمان في الشرق١. وفيها سلاسل من التلال الرملية ذات ارتفاعات مختلفة، تنتقل في الغالب مع الرياح، وتغطي مساحات واسعة من الأرض٢. ويمكن العثور على المياه في قيعانها إذا حفرت فيها الآبار٣.

وقد أشير إلى الدهناء في بيت شعر للأعشى هذا نصه:

يمرون بالدهناء خفافًا عيابهم ... ويرجعن من دارين بُجر الحقائب٤

وقد تصل الأمطار الموسمية إلى بعض أجزاء "الدهناء" فتنبت فيها الأعشاب؛ ولكن عمرها فيها قصير؛ إذ سرعان ما تجف وتموت. وقد هجر الناس السكنى في أكثر أقسام الدهناء، لجفاف أكثر أقسام هذه المنطقة الصحراوية الواسعة، وخلوها من الماء والمراعي، ولكثرة هبوب العواصف الرملية فيها، ولشدة حرارتها التي يصعب احتمالها في أثناء النهار، وأقاموا في الأمكنة المرتفعة منها، التي تتوافر فيها المياه، وتتساقط عليها الأمطار، فتنبت الأعشاب، وينتجعها الأعراب. أما الأقسام الجنوبية من الدهناء فيسميها الجغرافيون المحدثون


١ "الدهناء" بفتح أوله وسكون ثانية ونون وألف تمد وتقصر، البلدان "٤/ ١١٥ وما بعدها".
٢ Ency. Vol. ١, P. ٨٩٣, Ency. Vrit. Vol. ٢, p. ١٧٣ Hitti p. ١٥.
٣ Handbook of Arabia, vol. ١, P. ١١
٤ الألوسي، تأريخ نجد، تحقيق الأستاذ محمد بهجت الأثري، المطبعة السلفية القاهرة ١٣٤٧ "ص٣٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>