للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الخامس عشر بعد المئة: قياس الابعاد والمساحات والكيل]

...

الفصل الخامس عشر بعد المائة: قياس الأبعاد والمساحات والكيل

وقد استعمل الجاهليون قياس الأبعاد والوزن والكيل في معاملاتهم, وهي متقاربة بين الشعوب السامية؛ لاختلاط هذه الشعوب بعضها ببعض، ولمستوى تلك الشعوب في الأيام الماضية، ودرجتها في الثقافة بالنسبة إلى تلك العهود. هذا, ونجد الأوزان والمكاييل قد تطورت شيئًا فشيئًا، تطورت بالتدريج من أحوال بدائية حسية يدركها الإنسان البدائي، إلى أن اتخذت أشكالًا تستند على أسس علمية. ويستعمل الوزن لقياس الكميات, أما المسافات والأبعاد، فتقاس بالطبع بمقاييس تستند إلى أساس تقدير الأبعاد.

ويختلف أهل الجاهلية في الكيل والوزن، اختلاف الناس في هذا اليوم. منهم من يوزن الشيء، ومنهم من يكيله كيلًا. كان أهل المدينة يكيلون التمر، وهو يوزن في كثير من أهل الأمصار, وإن السمن عندهم وزن، وهو كيل في كثير من الأمصار١, وقد يباع الشيء عددًا، بينما يباع وزنًا عند قوم آخرين. والذي يعرف به أصل الكيل والوزن، أن كل ما لزمه اسم المختوم والقفيز والمكوك والمدّ والصاع فهو كيل, وكل ما لزمه اسم الأرطال والأواقي والأمناء فهو وزن. ودرهم أهل مكة ستة دوانيق، ودراهم الإسلام المعدلة كل عشرة دراهم سبعة مثاقيل٢.


١ تاج العروس "٨/ ١٠٧"، "كيل".
٢ تاج العروس "٨/ ١٠٧"، "كيل"، اللسان "١٤/ ١٢٥ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>