للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[يغوث]

وأما يغوث، فكان أيضًا على رواية ابن الكلبي، في جملة الأصنام التي فرقها عمرو بن لحي على من استجاب إلى دعوته من القبائل، دفعه إلى أنعم بن عمرو المرادي، فوضعه بأكمة مذحج باليمن، فعبدته مذحج ومن والاها وأهل جرش١. وقد بقي في أنعم إلى أن قاتلتهم عليه بنو غطيف من مراد، فهربوا به إلى نجران، فأقروه عند بني النار من الضباب، من بني الحارث بن كعب واجتمعوا عليه جميعًا٢. وفي رواية أن عبدة يغوث هم بئر غطيف من مراد٣.

وفي رواية أن يغوث بقي في أنعم وأعلى من مراد. إلى أن اجتمع أشراف مراد وتشاوروا بينهم في أمر الصنم، فقر رأيهم أن يكون فيهم، لما فيهم من العدد والشرف. فبلغ ذلك من أمرهم إلى أعلى وأنعم، فحملوا يغوث وهربوا به حتى وضعوه في بني الحارث بن كعب، في وقت كان النزاع فيه قائمًا بين مراد وبني الحارث بن كعب. فلما أبت بنو الحارث تسليم الصنم إلى مراد، وتسوية أمر الديات، أرسلت عليها مراد جيشًا فاستنجدت بنو الحارث بهمدان، فنشبت بينهما معركة عرفت بيوم الرزم، انهزمت فيها مراد ومنيت بخسارة كبيرة قبيحة، وبقي الصنم في بني الحارث. وقد وافق يوم الرزم يوم بدر٤.

وذكر "الطبرسي" أن بطنين من طيء أخذا يغوث، فذهبا به إلى مراد،


١ الأصنام "١٠/ ٥٧"، اللسان "٢/ ٤٨٠" "غوث" تاج العروس "١/ ٣٣٧" "غوث" قال الشاعر:
وسار بنا يغوث إلى مرد ... فناجزناهم قبل الصباح
البلدان "٨/ ٥١١" "يغوث" الروض الأنف "١/ ٦٣" سبائك الذهب "١٠٤"، بلوغ الأرب "٢/ ٢٠١" القاموس "١/ ١٧١"، روح المعاني "٢٩/ ٧٧ وما بعدها"، تفسير البيضاوي "١/ ٢٣٩".
٢ المحبر "٣١٧".
٣ الطبرسي "٥/ ٣٦٤"، الكشاف "٤/ ١٤٣"، تفسير أبي السعود "٥/ ١٩٨"، تفسير الخازن "٣١٤"، تفسير ابن كثير "٤/ ٤٢٦".
٤ البلدان "٨/ ٥١١"، يغوث".
Reste, s. ٢٠, Ency. Religi, I, p. ٦٦٣, A. Fischer, In ZDMG, ٥٨, ٨٦٩, Noldeke, in ZDMG, ٤٠, ١٦١, ١٦٨, Das Gotzenbuch, s. ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>