للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السجع]

وقد جعل "الجاحظ" كلام العرب أنماطًا، جعله "في الأشعار، والأسجاع، والمزدوج، والمنثور"١.

والسجع في تعريف العلماء له: الكلام المقفى، أو موالاة الكلام على رويّ واحد. وقيل: السجع أن يأتلف أواخر الكلم على نسق كما تأتلف القوافي.

وسجع يسجع سجعًا: نطق بكلام له فواصل كفواصل الشعر من غير وزن٢.

وقد ألِف "الكهان" النطق بالسجع، حتى غلب على كلامهم، واختص بهم، كما اختص الشعر بالشعراء، فعرف لذلك بـ"سجع الكهان". "ولما قضى النبي صلى الله عليه وسلم، في جنين امرأة ضربتها الأخرى، فسقط ميتًا بغرة على عاقلة الضاربة، قال رجل منهم: كيف ندي من لا شرب ولا أكل ولا صاح، فاستهل. ومثل دمه يطل. قال صلى الله عليه وسلم: "أسجع كسجع الكهان". وفي رواية: "إياكم وسجع الكهان". وفي الحديث أنه، صلى الله عليه وسلم، نهى عن السجع في الدعاء. قال الأزهري: إنما كره السجع في الكلام والدعاء لمشاكلة كلام الكهنة وسجعهم فيما يتكهنونه، فأما فواصل الكلام المنظوم الذي لا يشاكل السجع، فهو مباح في الخطب والرسائل"٣. وروي الحديث على هذه الصورة: "اقتتلت امرأتان من هذيل، فرمت إحداهما الأخرى بحجر، فقتلتها وما في بطنها، فاختصموا إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقضى رسول الله أن دية جنينها غُرّة، عبد أو وليدة، وقضى بدية المرأة على عاقلتها وورثتها ولدها ومن معهم. فقال حمل بن النابغة الهذلي: يا رسول الله، كيف أغرم من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهل، فمثل ذلك يطلّ، فقال رسول


١ الحيوان "٧/ ٢١٦ ومابعدها"، "عبد السلام محمد هارون".
٢ تاج العروس "٥/ ٣٧٦"، "سجع".
٣ تاج العروس "٥/ ٣٧٦"، "سجع".

<<  <  ج: ص:  >  >>