للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحدادة]

وقد دفعت حاجة الإنسان إلى المعادن لاستخدامها في أمور حربية وزراعية وفي البيت على انصرافه إلى الاشتغال بها لتحويلها إلى أشياء نافعة. فظهرت الحدادة والصياغة وأمثالها، واشتغل بعض الناس بالبحث عن الحديد وعن المعادن الأخرى واستخلاصها من المواد الغريبة المختلطة بها, كما اشتغلوا في خلط المعادن لإيجاد أنواع جديدة منها. وقد وقع ذلك بين أهل الحضر في الغالب، أما أهل الوبر، الأعراب، فلبساطة حياتهم لم يشعروا بحاجة لهم إلى هذه الصناعات، وإذا شعروا بوجود حاجة لهم فيها اشتروها من أهل المدن، واحتقروا الصناعات وأهل الصناعة والمحترفين بالحرف.

ويعرف الحدَّاد بـ"القين" كذلك عند الجاهليين١, وهو الذي يعد للزرَّاع الأدوات التي تستعمل في حرث الأرض، مثل: المسحاة والمحراث والمنجل والأدوات


١ "والحداد ككتان معالجه، أي: الحديد، أي: يعالج ما يصنعه من الحرف. ومن المجاز: الحداد السجان؛ لأنه يمنع من الخروج، أو لأنه يعالج الحديد من القيود"، شرح القاموس "٢/ ٣٣١"، تاج العروس "٢/ ٣٣١"، "حدد".

<<  <  ج: ص:  >  >>