للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفلس]

وكان لطيء صنم يقال له الفلس، وكان أنفًا أحمر في وسط جبلهم الذي يقال له أجأ، أسود، كأنه تمثال إنسان. وكانوا يعبدونه، ويهدون إليه، ويعترون عنده عتائرهم، ولا يأتيه خائف إلا أمن عنده، ولا يطرد أحد طريدة فيلجأ بها إليه إلا تركت له ولم تخفر حويته أي حوزته وحرمه١. ذكر "ابن حبيب" أنه كان بنجد، وكان قريبًا من فيد وسدنته بنو بولان٢.

وبولان جد بني بولان هو الذي بدأ بعبادته على رواية ابن الكلبي. وكان آخر من سدنه منهم رجل يقال له صيفي" فأطرد ناقة خلية لامرأة من كلب من بني عليم، كانت جارة لمالك بن كلثوم الشمجي، وكان شريفًا، فانطلق بها حتى وقفها بفناء الفلس. وخرجت جارة مالك، فأخبرته بذهابه بناقتها، فركب فرسًا عريًا وأخذ رحمه، وخرج في أثره، فأدركه وهو عند الفلس، والناقة موقوفة عند الفلس، فقال له: خل سبيل ناقة جارتي. فقال: إنها لربك. قال: خل سبيلها. قال: أتخفر إلهك؟ فبوأ له الرمح. فحل عقالها، وانصرف بها مالك، وأقبل السادن على الفلس، ونظر إلى مالك ورفع يده وقال، وهو يشير بيده إليه:

يا رب إن مالك بن كلثوم ... أخفرك اليوم بناب علكوم

وكنت قبل اليوم غير مغشوم


١ الأصنام "٥٩ وما بعدها"، "٣٧" "روزا" الروض الأنف "١/ ٦٥" نهاية الأرب "١٨/ ٧٧"، البلدان "٣/ ٩١١"، جمهرة "٣/ ٣٨".
٢ المحبر "٣١٦"، اليعقوبي "١/ ٢٢٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>