للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أصول التسميات]

وقد ألف "ابن دريد الأزدي" كتابًا في اشتقاق الأسماء عند العرب، سماه "كتاب الاشتقاق"، تحدث فيه عن أصول الأسماء واشتقاقها؛ وذلك ردًّا على من زعم أن العرب تسمي بما لا أصل له في لغتهم، فذكر اشتقاق تلك الأسماء١. وقد قال في مقدمته له: "كان الأميون من العرب ... لهم مذاهب في أسماء أبنائهم وعبيدهم وأتلادهم؛ فاستشنع قوم إما جهلا وإما تجاهلا تسميتهم كلبًا، وكليبًا، وأكلب، وخنزيرًا، وقردًا، وما أشبه ذلك مما لم يستقصَ ذكره. فطعنوا من حيث لا يجب الطعن، وعابوا من حيث لا يستنبط عيب ... وكان الذي حدانا على إنشاء هذا الكتاب، أن قومًا ممن يطعن على اللسان العربي وينسب أهله إلى التسمية بما لا أصل له في لغتهم، وإلى ادعاء ما لم يقع عليه اصطلاح من أوليتهم وعدوا أسماء جهلوا اشتقاقها، ولم ينفذ علمهم في الفحص عنها"٢..إلى أن قال: "واعلم أن للعرب مذاهب في تسمية أبنائها؛ فمنها ما سموه تفاؤلًا على أعدائهم نحو: غالب، وغلاب، وظالم، وعارم، ومنازل, ومقاتل، ومعارك، وثابت, ونحو ذلك. وسموا في مثل هذا الباب مسهرًا، ومؤرقًا، ومصبحًا، ومنبهًا، وطارقًا. ومنها ما تفاءلوا به للأبناء نحو: نايل، ووائل، وناجي، ومدرك، ودراك، وسالم، وسليم، مالك، وعامر، وسعد، وسعيد، ومسعدة، وأسعد، وما أشبه ذلك. ومنها ما سمي بالسباع ترهيبًا لأعدائهم نحو: أسد، وليث، وفراس، وذئب، وسيد، وعملس، وضرغام، وما أشبه ذلك. ومنها ما سمي بما غلظ وخشن من الشجر تفاؤلًا أيضا، نحو: طلحة، وسمرة، وسلمة، وقتادة، وهراسة، كل


١طبعة "وستنفلد" في "كوتنكن" "غوتنكن" سنة ١٨٥٤م.
٢ الاشتقاق "ص٣ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>