للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الخامس والثلاثون بعد المئة: اللغات السامية]

اللغة التي نزل بها القرآن الكريم، وهي التي يقال لها: اللغة العربية الفصحى، وكذلك سائر لهجات العرب الأخرى، هي فروع من مجموعة لغات عرفت عند المستشرقين بـ "اللغات السامية". وقد أولع بعض المستشرقين بدرس هذه اللغات، فألفوا فيها كتبًا وأبحاثًا، وأنشأوا مجلات عدة تفرغت لها، وما زالوا يسعون في توسيعها وتنظيمها وتبويبها، وقد عرفت دراساتهم هذه عندهم بالساميات "Senitistik".

وهي تتناول بالدرس كل اللغات التي يحشرها علماء الساميات في مجموعة اللغات السامية: تتناولها بغض النظر عن وجود اللغة أو عدمه في هذا اليوم، فالبحث علم، والعلوم تبتغي المعرفة دون قيد بزمان أو مكان.

وينفق علماء الساميات مجهودًا كبيرًا في المقارنة بين اللغات السامية وفي معرفة مميزات كل لغة، وما بينها وبين اللغات الأخرى من فروق أو تطابق أو تشابه، ومجال بحثهم في تقدم وتوسع، خاصة بعد أن أخذ هؤلاء العلماء بأساليب البحث الحديثة التي تعتمد على الفحوص والاختبارات والملاحظات والنقد١.

وقد جاءت نظرية "اللغات السامية" من التسمية التي أطلقها "شلوتسر" "Schlo.er" على العبرانيين والفينيقيين، والعرب والشعوب المذكورة في التوراة على أنها من نسل "سام بن نوح"٢. ولم تقم نظرية التوراة في حصر أولاد


١ Theodore Noldeke, sketches from Eastern History, Beirut, ١٩٦٣, p. ١.
٢ الإصحاح العاشر من سفر التكوين.

<<  <  ج: ص:  >  >>