للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخمور]

وقد اتخذوا من التمور والكروم والشعير والذرة خمورًا، وذكر أن الخمر ما أسكر من عصير العنب خاصة, وتستعمل لفظة "الشراب" في معنى الخمر كذلك. وفي الحديث: "حرمت الخمر وما شرابهم يومئذٍ إلا الفضيخ البسر والتمر"، ونزل تحريم الخمر التي كانت موجودة من هذه الأشياء لا في خمر العنب خاصة١. وأما النبيذ، فهو ما نبذ من عصير ونحوه، كتمر وزبيب وحنطة وشعير وعسل، يقال: نبذت التمر والعنب، إذا تركت عليه الماء ليصير نبيذًا، وقد ينبذ في وعاء عليه الماء ويترك حتى يفور فيصير مسكرًا. وسواء أكان مسكرًا أم غير مسكر، فإنه يقال له: نبيذ، ويقال للخمر المعتصر من العنب نبيذ، كما يقال للنبيذ خمر٢.

ويظهر من كتب الحديث، أن أكثر خمور أهل المدينة هي خليط من البسر والتمر٣, وأن منهم من كان يخلط الزبيب والتمر، أو الرطب والبسر. وكانوا ينتبذونها في الدباء، والمزفت، والحنتم، والنقير، والمقير٤.

وذكر أن الخليفة "عمر" حدد المواد التي تعمل منها الخمور بخمسة أشياء: الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب، والعسل, وجعل الخمر ما خامر العقل٥.


١ تاج العروس "٣/ ١٧٦ وما بعدها"، "خمر".
٢ تاج العروس "٢/ ٥٨٠"، "نبذ".
٣ صحيح مسلم "٦/ ٨٨".
٤ صحيح مسلم "٦/ ٩٢ وما بعدها".
٥ صحيح مسلم "٨/ ٢٤٥"، "باب في تحريم نزول الخمر".

<<  <  ج: ص:  >  >>