للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أسواق العرب الموسمية]

وللعرب أسواق يقيمونها شهور السنة وينتقلون من بعضها إلى بعض ويحضرها سائر العرب بما عندهم من حاجة إلى بيع أو شراء١, وتقع هذه الأسواق في مواضع مختلفة متناثرة من جزيرة العرب, فهي إذن أسواق عربية. وهناك أسواق أخرى قصدها العرب للاتجار في مواسم وفي أوقات مختلفة كانت خارج جزيرة العرب؛ في العراق أو في بلاد الشام أو في الحبشة، وقد كان العرب يقصدونها أيضا للاتجار والامتيار.

وقد ذكر "اليعقوبي"، أن أسواق العرب كانت عشر أسواق يجتمعون بها في تجاراتهم ويجتمع فيها سائر الناس ويأمنون فيها على دمائهم وأموالهم٢, ويظهر من قول "اليعقوبي" هذا من أنهم كانوا يأمنون فيها على دمائهم وأموالهم أثناء التقائهم بها. إن من دين أهل الجاهلية، اعتبار هذه الأسواق أماكن حرمًا، يأمن الإنسان فيها دمه وماله ما داموا في ضيافة السوق وحرمته؛ ولهذا كان لكل سوق "قومة" يقومون بأمر السوق وبالمحافظة على الأرواح والأموال فيه؛ فقد "كان في العرب قوم يستحلون المظالم إذ حضروا هذه الأسواق، فسموا "المحلّون"٣. وهؤلاء "المحلون" هم مثل "المحلين" الذين كانوا لا يقيمون وزنًا لحرمة "الحرم" و"الحرمات" مثل حرم مكة، ولا يقيمون للأشهر الحرم قدرًا، فكانوا يعتدون فيها وفي كل شهر؛ ولذلك قيل لهم: "المحلون".


١ بلوغ الأرب "١/ ٢٦٤"، المرزوقي، الأزمنة والأمكنة "٢/ ١٦١ وما بعدها"، المفضليات "٢٠٨"، البكري، معجم "٣/ ٩٥٩"، النقائض "١/ ١٣٩"، العقد الفريد "٥/ ٢٠٨"، البيان والتبيين "٣/ ١٠٠"، الأغاني "٥/ ٢٣"، "١١/ ٦، ٨٢"، "١٢/ ١٦"، "١٥/ ٢٤٠"، أسد الغابة "٢/ ٢٢٤"، الأغاني "١٤/ ١٤٥".
٢ اليعقوبي "١/ ٢٣٩"، "النجف ١٩٦٤م".
٣ اليعقوبي "١/ ٢٤٠"، "النجف ١٩٦٤م".

<<  <  ج: ص:  >  >>