للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل التاسع والثلاثون بعد المئة: العربية الفصحى]

نطلق اليوم على العربية التي ندوّن بها أفكارنا: "العربية الفصحى"، وهي كما نعلم لغة الفكر والإدارة في العالم العربي. والعربية الفصحى، هي لغة الفصاحة والبيان، ومدار تركيب الفصاحة على الظهور والإبانة. يقال: أفصح، إذا تكلم بالفصاحة. وفصح الأعجمي فصاحة، إذا تكلم العربية وفهم منه١. وهي اللغة العربية العالية التي لا تدانيها لغة عربية أخرى من اللغات العربية الباقية، واللسان الذي يحاول أن ينطق به كل مثقف مهذب، وأن يؤلف ويعبر عن مراده به.

وعرفت العربية الفصيحة بالعربية العالية، وكان علماء اللغة إذا وسموا كلمة بسمة الفصاحة، قالوا: كلمة فصيحة، وكلمة عالية، وإذا وسموها بالضعف وبالركاكة، قالوا: ليست بعربية فصيحة، أو ليست بالعالية. "قال ابن سيده: أشكد لغة ليست بالعالية"٢. وقالوا في "لغة رديئة"، وقالوا: "وهي لغة أهل العالية"٣. "والعالية ما فوق أرض نجد إلى تهامة وإلى ما وراء مكة، وهي الحجاز وما والاها وقيل: عالية الحجاز، أعلاها بلدًا وأشرفها موضعًا وهي بلاد واسعة، والمسمى بالعالية: قرى بظاهر المدينة المشرفة، وهي العوالي،


١ تاج العروس "٢/ ١٩٧"، "فصح".
٢ تاج العروس "٢/ ٣٩٠"، "شكد".
٣ تاج العروس "٢/ ٢٢٨"، "ملح".

<<  <  ج: ص:  >  >>