للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المعاقرة]

العقر قطع الفرس أوالإبل أو الشاة بالسيف، وهو قائم. يقال: جمل عقير. بمعنى مقطوع القوائم وكذلك ناقة عقيرة، أي قطعت إحدى قوائمها أو قوائمها. وكان الموسرون منهم يتعاقرون، يفاخر بعضهم بعضًا ويتفاضلون في عقر الإبل، ويتبارون في ذلك ليرى أيهم أعقر لها، فيكون له الفضل والفخر على الغير. ومن ذلك معاقرة "غالب بن صعصعة" أبي الفرزدق و"سحيم بن وثيل الرياحي"، لما تعاقرا بـ"صوأر"، موضع من أرض "كلب" من طرف السماوة، مسافة يوم وليلة من الكوفة مما يلي الشام١. فعقر "سحيم" خمسًا ثم بدا له، وعقر غالب مائة٢. ذكر أنهم كانوا يفعلونه رياء وسمعة وتفاخرًا، ولا يقصدون به غير ذلك، ولهذا نهي عنه في الإسلام، لأنه لم يقصد به وجه الله. جاء في حديث ابن عباس: "لا تأكلوا من تعاقر الأعراب، فإني لا آمن من أن يكون مما أهل به لغير الله. قال ابن الأثير: هو عقرهم الإبل. كان الرجلان يتباريان في الجود والسخاء، فيعقر هذا وهذا حتى يعجز أحدهما الآخر، وكانوا يفعلونه رياء وسمعة وتفاخرًا ولا يقصدون به وجه الله تعالى فشبهه بما ذبح


١ تاج العروس "٣/ ٣٢٢"، "صوأر".
٢ تاج العروس "٣/ ٤١٥"، "عقر".

<<  <  ج: ص:  >  >>