وإلى هذا العهد تجب إضافة قوم من العرب أطلق المستشرقون عليهم لفظة "الصفويين"، نسبة إلى أرض "الصفاة"١. وهم أعراب ورعاة كانوا يتنقلون من مكان إلى آخر طلبًا للماء والكلأ. وقد دونوا خواطرهم أحيانًا على الأحجار، وتركوها في مواضعها، ومنها استطعنا الإلمام بعض الشيء بأحوالهم وأخبارهم. وقوم تنتشر الكتابة بينهم على هذا النحو، لا يمكن أن نتصورهم أعرابًا على النحو المفهوم من الأعرابية، بل لا بد أن نتصور أنهم كانوا على شيء من الثقافة والإدراك.
وإذا سألتني علن سبب اختيار المستشرقين لهذه التسمية وإطلاقها على أصحاب هذه الكتابات، فإني أقول لك: إنهم أخذوها من اسم أرض بركانية عرفت بالصفا وبالصفاة، تغطي قشرتها الخارجية حتى اليوم صخور سود تقول لك أنها خرجت إلى هذا المكان من باطن الأرض، وأن براكين ثائرة مزمجرة غاضبة كانت قد قذفت بها إلى ظهر الأرض فاستقرت في أمكنتها هذه، ومن يدري؟ فلعلها أصابت أقوامًا كانت تعيش في هذه المواضع أو مارة بها فأهلكتها. وهي تسمية
١ E. Littmann, Thamud Und Safa, In Abhandlung Fur Die Kunde Des Morgenianbses, ١٩٤٠, ٢٥, I, M. Hofner, Die Befuinen In Denvorisamischen Arabischen Inschrriften In L'antica Societa Beduina Studi Semitici ٢, ١٩٥