للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الثالث والعشرون بعد المائة: الكتابة والتدوين]

لا خلاف في أن التدوين كان معروفًا عند العرب قبل الإسلام، بدليل ما تحدثنا عنه من وجود الألوف من النصوص الجاهلية التي عثر عليها في العربية الجنوبية وفي العربية الغربية وفي أنحاء أخرى من جزيرة العرب. كتبت بلهجات عربية متنوعة، تختلف عن عربية القرآن الكريم، اختلافًا متباينًا، أقربها إلى عربيتنا الكتابة التي وسمت بـ"نص النمارة" أو كتابة النمارة، التي هي شاهد قبر "امرئ القيس" المتوفى سنة "٣٢٨" للميلاد، والكتابات الأخرى التي كتبت بعده١.

ولا خلاف بين العلماء في أنهم لم يتمكنوا حتى الآن من العثور على أي نص جاهلي مكتوب بهذه اللهجة التي نزل بها القرآن، والتي ضبط بها الشعر الجاهلي، لا من الجاهلية البعيدة عن الإسلام، ولا من الجاهلية القريبة منه، مع أنهم تمكنوا من العثور على كتابات جاهلية مدونة بلهجة عربية أخرى، تعود إلى عهد لا يبعد كثيرًا عن الإسلام، مثل النص المعروف بنص "حران" المدوّن سنة "٥٦٨م".

وإذا صح أن الكتابة المعروفة بـ"أم الجمال" الثانية، هي كتابة جاهلية


١ جواد علي، تأريخ العرب قبل الإسلام "١/ ١٨٩ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>