للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصيلة، تكون أو نص يمكن أن نعتبره بحق وحقيقة من النصوص المدونة بلغة القرآن والشعر الجاهلي. ويرجع العلماء الذين درسوه تأريخه إلى أواخر القرن السادس للميلاد. وقد جاء فيه:

١- الله غفرا لاليه.

٢- بن عبيده كاتب.

٣ الخليدا على بنى.

٤- عمرى كتبه عنه من.

٥- يقروه١

ولكن عبارة وأسلوب تدوين الكتابة، يوحيان للمرء، أنها من الكتابات المدونة في الإسلام. وأنا أشك في كونها من مدونات أواخر القرن السادس للميلاد، حتى إذا ذهبنا أن صاحبها كان نصرانيًّا، وأن لفظة "غفرا" من الألفاظ الدينية التي كان يستعملها النصارى، فلا غرابة من ورودها في نص جاهلي؛ لأنها كتابة نصرانية. وحجتي أن أسلوبها يفصح عن أسلوب الكتابات الإسلامية القديمة التي دوّنت في صدر الإسلام. وقد تكون في القراءة بعض الهفوات والشطحات، على كلٍّ فإن الزمن بين العهدين غير بعيد، ثم إن استعمال "التاء القصيرة" في "عبيدة" الاسم الوارد في السطر الثاني من النص لم يكن معروفًا في هذا العهد ولا في صدر الإسلام، لذلك أرى أنها من الكتابات الإسلامية. وفيها هفوات.

وبناء على ما تقدم نقول: إننا لم نتمكن من الحصول على نص جاهلي مدوّن بلغة عربية قرآنية، لا شك في أصالته، ولا شبهة في كونه جاهليًّا. وأن أقدم ما عثر عليه من كتابات بهذه العربية، هي كتابات دونت في الإسلام. في رأسها الكتابات التي عثر عليها مدوّنة على جبل "سلع" قرب المدينة، يرى "الدكتور حميد الله" أنها ترجع إلى السنة الخامسة للهجرة٢.

ثم الكتابة التي كتبت على شاهد قبر رجل اسمه "عبد الله بن خير"، أو "عبد الله بن جبر" الحجازي أو الحجري، المحفوظة في دار الآثار العربية بالقاهرة


١ ريجيس بلاشير، تأريخ الأدب العربي "الشكل رقم ٥ مقابل الصفحة ٧٣".
٢ H. Hamidullan, Some Arabic Inscriptions of Medinah of the Early Years of Hjrah, in Islamic Culture, vol ١٣, No. ٤, ١٩٣٩, p. ٤٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>