للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النجارة]

والنجارة من الحرف القديمة المهمة في المدن, وقد عثر على نماذج من مصنوعات خشبية في اليمن تدل على حذق النجار وذكائه وتقدمه في مهنته. ويظهر من روايات أهل الأخبار أن أهل مكة والمدينة لم يكونوا على حظ كبير في النجارة؛ ولذلك كانوا يستعينون بالرقيق وبالأجانب في أعمال نجارتهم كاليهود أو الروم, وفي الذي رووه عن تسقيف الكعبة في أيام الرسول وقبل نزول الوحي عليه ما يدل على ندرة النجارين في مكة في تلك الأيام. ويعلل أهل الأخبار ذلك بسبب أنفة العربي من الاشتغال بالحرف, فاعتمد على الأجانب -وأغلبهم من الرقيق- في أداء هذه الحرفة.

والنجار، هو الذي ينجر الخشب, فيقوم بنشره وحفره وإصلاحه وعمله على النحو المطلوب وحرفته: النجارة. وفي هذا المعنى: نجارة الخشب١.

ومادة النجارة الخشب, وهو نوعان: نوع مستورد من الخارج، إما من الهند وإما من أفريقية، وهو من النوع الجيد الصلب القوي المقاوم, وهو ثمين غالٍ. لهذا استعمل في صنع الأثاث الفاخر الثمين, وفي الأدوات التي تحتاج إلى خشب صلب مقاوم, وفي المعابد والقصور, وفي الأبنية المهمة، ومن أهم أنواعه:


١ اللسان "٥/ ١٩٣"، Hastings, A dicti. Of the Bible, I. p. ٣٥٦

<<  <  ج: ص:  >  >>