للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الخامس والأربعون بعد المئة: النحو]

والنحو في اللغة الطريق والجهة والقصد، ومنه نحو العربية. وهو إعراب الكلام العربي. أُخِذ من قولهم: انتحاه إذا قصده. وهو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره ليلحق به من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة فينطق بها، وإن لم يكن منهم أو إن شذَّ بعضهم عنها رد به إليها. وهو في الأصل مصدر شائع، أي نحوت نحوًا، كقولك قصدت قصدًا ثم خص به انتحاء هذا القبيل مع العلم. وقيل لقول علي بن أبي طالب بعدما علم الأسود الاسم والفعل وأبوابًا من العربية: "انح هذا النحو"١. أو لأن أبا الأسود لما وضع ما وضع في النحو وعرضه على "علي"، قال"علي" له: "ما أحسن هذا النحو الذي نحوت! ولذلك سمي النحو نحوًا"٢. ولكننا نجد "الجاحظ" يشير إلى وجود اللفظة في أيام "عمر"، إذ يقول: "وقال عمر رضي الله عنه: تعلموا النحو كما تعلَّمون السنن والفرائض"٣، ويشبه هذا الخبر خبرًا آخر نسب


١ اللسان "١٥/ ٣١٠"، "نحا". تاج العروس "١٠/ ٣٦٠"، "نحا". الفهرست "ص٦٥"، "المقالة الثانية من كتاب الفهرست". "ابن الانباري نزهة" "٣ وما بعدها"، المثل السائر "٧". الجمحي، طبقات "ص٥"، ابن خلكان "١/ ٢٤٠". إرشاد "١/ ٢٨٠".
٢ ابن الأنباري، نزهة "٤ وما بعدها"، "تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم"، "القاهرة ١٩٦٧م".
٣ البيان والتبيين "٢/ ٢١٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>