كتاب المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام

الفصل السابع والتسعون: معاملات زراعية - العمري والرقبي - ج: 13 - ص: 225

العمري والرقبى:

ومن عقود أهل الجاهلية: "العمري" و"الرقبى". والعمري ما يجعل لك طول عمرك أو عمره، أو هو أن يدفع الرجل إلى أخيه دارًا، فيقول له: هذه لك عمرك أو عمري أينا مات دفعت الدار إلى أهله. وقد عمرته إياه وأعمرته جعلته له عمرة أو عمري، أي يسكنها مدة عمره، فإذا مات عادت إلي١. و"الرقبى"٢ أن يعطي الإنسان إنسانًا ملكًا كالدار والأرض ونحوها، فأيهما مات رجع الملك لورثته. أو أن يجعله لفلان يسكنه، فإن مات ففلان يسكنه، فكل واحد منهما يرقب موت صاحبه. وقد أرقبه الرقبى، وأرقبه الدر جعلها له رقبى٣. وللفقهاء كلام في الاثنين٤.

ويكون "العمري" و"الرقبى" في الأرض كذلك، كأن يعطي الرجل رجلًا أرضًا يستغلها طول حياة أحدهما، فأيهما مات طبقت بحق الأرض ما اتفق عليها من شروط. وقد كانوا يفعلون ذلك بالنسبة للأقرباء والأصدقاء والمقربين لمساعدتهم.

---

١ إرشاد الساري "٤/ ٣٦٤"، تاج العروس "٣/ ٤٢١"، "عمر".
٢ كبشرى.
٣ تاج العروس "١/ ٢٧٥"، "رقب".
٤ إرشاد الساري "٤/ ٣٦٤ وما بعدها"، تاج العروس "٣/ ٤٢١"، "عمر".