وكان لنصارى العرب تنظيمهم الخاص بدور العبادة وبالتعليم والإرشاد، وهو تنظيم أخذ من تنظيم الكنيسة العام، ومن التقاليد التي سار عليها آباء الكنيسة منذ أوائل أيام النصرانية حتى صارت قوانين عامة. فللكنيسة درجات ورتب، وللمشرفين عليها منازل وسلالم، وقد اقتبست هذه التنظيمات من الأوضاع السياسية والاجتماعية التي عاشت فيها النصرانية منذ يوم ولادتها، والتي وضعها رؤساؤها لنشر الديانة ولتنظيم شؤون الرعية، حتى صارت الكنيسة وكأنها حكومة من الحكومات الزمنةي، لها رئيس أعلى، وتحته جماعة من الموظفين، لها ملابس خاصة تتناسب مع درجاتهم ومنازلهم في مراتب الحكومة، ولهم معابد وبيوت وأوقاف وسيطرة على أتباعهم، جاوزت أحيانًا سيطرة الحكومات.
ومن الألفاظ التي لها علاقة بالدرجات والرتب الدينية عند النصارى لفظة "البطرك" و"البطريق". وقد وردت لفظة "البطريق" في شعر ينسب إلى "أمية بن أبي الصلت"١.
١ من كل بطريق لبطريق نقى الوجه واضح - تاج العروس "٦/ ٢٩٦"، النصرانية وآدابها، القسم الثاني، الجزءالثاني، القسم الأول "ص١٩١"، تاج العروس "٧/ ١١١" "الطبعة الأولى بمصر، مطبعة مصر"، اللسان "١٠/ ٢١٢، ٤٠١"، "دار صادر" "بيروت ١٩٥٦"، البستان "١١/ ١٥٧"، "بيروت ١٩٢٧"، محيط المحيط "١/ ١٠٢" بيروت ١٨٦٨/"، مروج "٢/ ١٩٩"، صبح الأعشى "٥/ ٤٧٢"، "القاهرة ١٩١٥م"" المطبعة الأميرية".