للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[اتجار الملوك وسادات القبائل]

ولم تكن الموارد المذكورة لتسدّ حاجة الملوك، وسادات القبائل، لذلك عمدوا إلى موارد أخرى لاستنباط المال منها، فعمدوا إلى التجارة وتربية الأنعام وإلى إقامة بعض المصانع وتنمية أرض التاج وزراعتها لبيع حاصلها وساهموا في البيع والشراء في الأسواق، فكان لهم وكلاء ينقلون أموال الملوك إلى الأسواق لبيعها فيها، ولشراء ما يحتاج إليه الملك من تجارة أخرى يستطيع تصريفها في أسواق أخرى، تكون هذه البضائع عزيزة ثمينة فيها، ولم يكن الاتجار بالأسواق أمرًا خاصًّا بالملوك العرب، وإنما كان ذلك عرفًا متبعًا عند غيرهم من الملوك، مثل الأكاسرة والقياصرة وملوك العبرانيين.

فمن ذلك ما روي من أنه كان للنعمان بن المنذر وغيره لطائم، عير تحمل الطيب والمسك وبز التجارة، تذهب إلى الأسواق لبيعها فيها، ولتأتي بتجارة جديدة. وقد ذكر أن "اللطيمة" وعاء الطيب أو سوقه، وقيل: كل سوق يجلب إليها غير ما يؤكل من حر الطيب والمتاع غير الميرة: لطيمة. والميرة لما يؤكل.

واللطائم هي الأوراق التي تباع فيها العطريات. وفي جملة ما يباع فيها "بالات" المسك، أي: أوعية المسك١.

ويظهر من نصوص المسند أن الملوك كانوا قد أسسوا دورًا للنسيج، يباع ما تنتجه في الأسواق. وقد اشتهرت اليمن بأنسجتها المختلفة المتعددة. فكانت دور النسيج من جملة الموارد التي تأتي بالمال إلى أولئك الملوك.


١ تاج العروس "٩/ ٦٠ وما بعدها"، "لطم".

<<  <  ج: ص:  >  >>