كتاب المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام

الفصل السادس والتسعون: الإرواء - المطر - ج: 13 - ص: 166

[المطر]

ويقال للمطر في المسند "ذ ن م م" "ذنمم"، وقد وردت هذه اللفظة في عدد من النصوص١، ويقال له "دثن" أيضًا٢. وهي "الدث" في عربية القرآن الكريم، يقال دثت السماء إذا نزل منها الدث، والدث هو المطر الضعيف٣. ويراد بـ"دثن" "الدث" في المسند، المطر الذي يتساقط بعد الحر الشديد وفي نهاية القيط.

ويقال للمطر الغيث كذلك. وذكر بعض علماء اللغة أن الغيث هو المطر الخاص بالخير الكثير النافع، ومن المجاز: الغيث بمعنى الكلأ ينبت بماء السماء، وكذا السحاب. ورأى بعض العلماء أن الغيث اسم المطر كله. وأما السبل، فالمطر أيضًا، أو المطر بين السحاب والأرض حين يخرج من السحاب ولم يصل إلى الأرض ومثله العثانين. وأما الودق، فالمطر أيضًا. ومنه النزل والرجع في كلام هذيل. وكذلك الخرج والقطر والخدر. وقيل: النصر، الغيث. والذهاب اسم المطر كله ضعيفه وشديده٤. و"الديمة"، مطر يدوم أي يطول زمانه أيامًا. وأرض مديمة، أصابتها الديم، والمدام المطر الدائم٥. و"الديمن" و"الديم"، هو الزرع الذي يسقى بماء المطر، في اصطلاح أهل العراق اليوم.

وإذا بكر الغيث في أول الوسمي، قيل له "باكور"٦. أما آخر أمطار السنة

---

١ Mordtmann Und Mittwoch, Sab. Inschr., S. ١٠١, Num. ٧٦, S. ٢٣٨, Num. ١٧١.
٢ Cih ٥٤٠.
٣ تاج العروس "١/ ٦٢١"، القاموس "١/ ١٦٦".
٤ تاج العروس "١/ ٦٣٢"، "٩/ ١٢٠ وما بعدها"، المخصص "١١/ ٥".
٥ تاج العروس "٨/ ٢٩٦"، "دوم".
٦ تاج العروس "٣/ ٥٧"، المخصص "١١/ ٨".