للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل السادس والأربعون بعد المائة: الشعر]

[مدخل]

...

الفَصْلُ السَّادِسُ والْأَرْبعونَ بَعْدَ المائةِ: الشِّعْرُ

الشعر والْحِكَم والكَهَانة والخطابة وأضرابها، هي أهم المظاهر التي تحدد لنا معالم العقلية الجاهلية، وتعطينا فكرة عامة عن العقل الجاهلي.

أما الشعر الجاهلي، فلم يصل إلينا من الجاهلية مدونًا قطُّ، وإنما وصل إلينا مدونًا في الإسلام. وأقصد أننا لم نعثر حتى الآن على أي شيء منه مكتوبًا بقلم جاهلي، أو محفورًا على نص جاهلي. ولك ما نحفظه ونعرفه من ذلك الشعر، هو مما وصل إلينا بنقول الإسلاميين.

وللعلماء، من إسلاميين قدامى ومحدثين، ومن مستشرقين، آراء في هذا الشعر. منهم من يبالغ في اليقين، فيرى أن كل ما وصل إلينا منه صحيح، ومنهم من يبالغ في الشك، فيرى أن أكثر ما وصل هو شعر منتحل فاسد موضوع، وضع لأغراض عديدة يذكرونها: دينية وسياسية وجنسية وغير ذلك، ومنهم من يتوسط فيرى أن فيه الصحيح وفيه الفاسد المدسوس، وإن من الخير البحث فيه من نواحٍ متعددة ودرسه دراسة علمية حديثة ونقده نقدًا علميًّا لتمييز صحيحه من فاسده، ولكل فريق حجج وأدلة مدوَّنة، وكتب أفردوها، فيها رأيهم وحججهم، إليها أَسْتَحْسِنُ رجوع من يريد الوقوف على تلك الآراء.

ومن الكتب المؤلفة في الأدب الجاهلي، واشتهرت خاصة بين أدباء العربيات بنقد الشعر الجاهلي وبتوجيه الشك إلى صحة أكثره، فأثارت لذلك ضجة كبيرة

<<  <  ج: ص:  >  >>