للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[طرق معالجة الماء]

وللعرب طرق في معالجة المياه المالحة، مثل ماء البحر، وفي معالجة المياه الكدرة. من ذلك أنهم كانوا إذا اضطروا إلى شرب ماء البحر، وضعوه في قدر، وجعلوا فوق القدر قصبات وعليها صوف جديد منفوش، ويوقد تحت القدر حتى يرتفع بخارها إلى الصوف، فإذا كثر عصروه، ولا يزالون على هذا الفعل حتى يجتمع لهم ما يريدون. فيكون ما استخرج من الماء من عصر الصوف ماء عذب، ويبقى في القدر الزعاق١.

وربما حفروا على ساحل البحر أو شاطئ مجتمع الماء المالح حفرة، يرشح الماء من الماء المالح إليها، ويحفرون حفرة أخرى على مسافة منها، يرشح إليها الماء من الحفرة الأولى، ثم يحفرون ثالثة، وبذلك يتحايلون على ملوحة الماء، حتى يعذب، فيكون صالحًا للشرب٢.

ولهم في دفع كدرة الماء حيل. من ذلك أنهم كانوا إذا اضطروا إلى شرب الماء الكدر، ألقوا فيه قطعة من خشب الساج أو جمرًا ملتهبًا يطفأ فيه، أو طينًا أو سويق حنطة، فإن كدورته ترسب إلى أسفل٣. وقد يضعون إناء تحت حب الماء، لتتجمع قطرات الماء الصافية فيه، فيشربون منه ماءً صافيًا لا كدرة فيه. وربما عرفوا استعمال "الشب" في إزالة كدرة الماء. وهو أنواع، منه شب يماني٤.


١ بلوغ الأرب "١/ ٣٩٦".
٢ بلوغ الأرب "١/ ٣٩٦".
٣ بلوغ الأرب "١/ ٣٩٦".
٤ تاج العروس "١/ ٣٠٨"، "شبب".

<<  <  ج: ص:  >  >>