[الفصل الثاني عشر بعد المئة: الصناعة والمعادن والتعدين]
[مدخل]
...
الفصل الثاني عشر بعد المائة: الصناعة والمعادن والتعدين
الصناعة حرفة الصانع وعمله الصنعة. ورجل صنع: حاذق في الصنعة، وعماد الصانع على يديه، يستعملها في صنع الأشياء، كما يعتمد على ذكائه في تحويل الأشياء إلى أشياء أخرى أهم منها أو أي شيء آخر يريده، أو يطلب منه. وهو بالطبع من أهم العناصر المنتجة اللازمة في الحياة الاقتصادية، فهو محور الإنتاج، وعلى قدر إنتاج أمة يقاس غناها ومقدار تقدمها في الحياة وتكون منزلتها بين الشعوب. فبالصناعة يتم تحويل المواد الخام الفائضة عن الحاجة، إلى مواد أخرى أفيد منها، تستهلك في الأسواق المحلية، أو تُبَاع في الأسواق الخارجية.
والحرفة: الطعمة والصناعة التي يرتزق منها، وهي جهة الكسب. وكل ما اشتغل الإنسان به وضري به، أي أمر كان, فإنه عند العرب يسمى "صنعة" و"حرفة", يقولون: صنعة فلان أن يعمل كذا، وحرفة فلان أن يفعل كذا، يريدون دأبه وديدنه. ذكر أن "علي بن أبي طالب" قال: "إني لأرى الرجل فيعجبني، فأقول: هل له حرفة؟ فإن قالوا: لا, سقط من عيني"١.
و"المهنة" عند العرب: الحذق بالخدمة والعمل, وامتهنه: استعمله للمهنة