للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الستون بعد المائة: الشعراء الصعاليك]

قال صاحب "اللسان": "الصعلوك: الفقير الذي لا مال له، زاد الأزهري: ولا اعتماد. وقد تصعلك الرجل إذا كان كذلك، قال حاتم طيء:

غنينا زمانا بالتصعلك والغنى ... فكلا سقاناه بكأسيهما الدهر

فما زادنا بغيا على ذي قرابة ... غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقر١

"والتصعلك: الفقر. وصعاليك العرب: ذؤبانها. وكان عروة بن الورد يسمى: عروة الصعاليك لأنه كان يجمع الفقراء في حظيرة فيرزقهم مما يغنمه"٢، وقيل: الصعلوك: الفقير، وهو أيضا المتجرد للغارات"٣. والصعاليك، قوم خرجوا على طاعة بيوتهم وعشائرهم وقبائلهم، لأسباب عديدة، منهم عدم إدراك أهلهم أو قبيلتهم نفسياتهم، مما سبب نفورهم منهم، وخروجهم على طاعة مجتمعهم، وهروبهم منه، والعيش عيشة الذؤبان، معتمدين على أنفسهم في الدفاع عن حياتهم، وعلى قوتهم في تحصيل ما يعتاشون به، بالإغارة على الطرق والمسالك، وبمهاجمة أحياء العرب المبعثرة، أفرادا أو طوائف، وهم أبدا في خوف من متعقب يتعقبهم، لاسترداد ما أخذ أو سلب، أو متربص يتربص.


١ اللسان "١٠/ ٤٥٥ وما بعدها"، "صعلك"، "صادر".
٢ اللسان "١٠/ ٤٥٦"، "صعلك"، تاج العروس "٧/ ١٥٣"، "صعلك".
٣ جمهرة أشعار العرب "١١٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>