للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل السابع والأربعون بعد المائة: حد الشعر]

[مدخل]

...

الفَصْلُ السَّابِعُ والأرْبَعونَ بَعَدَ المائَةِ: حَدُّ الشِّعْرِ

عرف علماء العربية الشعر بقولهم: "والشعر: منظوم القول، غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية، وإن كان كل علم شعرًا من حيث غلب الفقه على علم الشعر". وعرَّف الأزهري الشعر بقوله: "الشعر القريض المحدود بعلامات لا يجاوزها، والجمع أشعار، وقائله شاعر، لأنه يشعر ما لا يشعر غيره، أي يعلم"١. وعرفه ابن خلدون بقوله: "الشعر هو الكلام المبني على الاستعارة والأوصاف، المفصل بأجزاء متفقة في الوزن والرَّوي، مستقل كل جزء منها في غرضه ومقصده عما قبله وبعده، الجاري على أساليب العربية المخصوصة به". فهو يجعل التقفية والوزن من شروط الشعر، ويشترط أيضًا استقلال كل بيت منها بغرضه٢.

وعرف بأنه الكلام المقفى الموزون قصدًا، والتقييد بالقصد مُخْرِج ما وقع موزونًا إتفاقًا، فلا يسمى شعرًا٣. وقد قصد بهذا التعريف الإسلامي، إخراج من قال الشعر اتفاقًا لا عن قصد واحتراف. بل عفوًا وسجية. ولما جاء في القرآن الكريم، من رمي المشركين للرسول بأنه شاعر بقول الشعر، فنزل الوحي


١ اللسان "٤/ ٤١٠"، "صادر"، "شعر"، الصاحبي، "٢٧٣".
٢ زيدان، تأريخ آداب اللغة العربية "١/ ٥٩".
٣ إرشاد الساري "٩/ ٨٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>