وإذ كنت قد تحدثت عن الأفراح في حياة الإنسان، وما كان يفعله أهل الجاهلية فيها، فلا بد لي من التحدث هنا عن الأتراح والأحزان عندهم، وما كانوا يفعلونه عند نزول مصيبة بهم أو وقوع حادث محزن مفجع لهم، فأقول:
يلعب الحزن دورًا كبيرًا في حياة الشرقيين، بل نستطيع أن نقول إن الحزن أظهر في حياتهم من الفرح، وأن المبالغة في إظهاره عندهم هي من المظاهر البارزة في مجتمعاتهم. وطالما يلجأ الحزين إلى المبالغة في حزنه، ليظهر نفسه وكأنه كان أكثر الناس تحملًا للمصائب والأهوال والنكبات، وما قصة "أيوب" الواردة في التوراة إلا نوعًا من هذا القصص: قصص الحزن وتحمل الصبر من شدة البلاء.