للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيء من هذه الأجناس، والأجناس على حالهم من لحم ودم، ومن النطف خلقوا١.

ورميت "بنو فزارة" بإتيان الإبل. رماها بذلك "بنو هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن" في ملاحاة كانت بين الحيين. والعادة أن القبائل إذا تخاصمت رمت بعضها بعضًا بالتهم، وذلك في الجاهلية وفي الإسلام.

فلما رمى "بنو هلال" "بني فزارة" بأكل أير الحمار، وبإتيان الإبل، قالت بنو فزارة: أليس منكم يا بني هلال من قرا في حوضه فسقى إبله، فلما رويت سلح فيه ومدره بخلًا أن يشرب من فضله٢.


١ كتاب البغال، من رسائل الجاحظ "٢/ ٣٧١".
٢ قال الكميت بن ثعلبة:
نشدتك يا فزار وأنت شيخ ... إذا خيرت تخطئ في الخيار
أصيحانية أدمت بسمن ... أحب إليك أم أبر الحمار؟
بلى أير الحمار وخصيتاه ... أحب إلى فزارة من فزار
وقال سالم بن دارة:
لا تأمن فزاريًا خلوت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار
لا تأمننه ولا تأمن بواثقه ... بعد الذي أمتك أير العير في النار
فقال الشاعر:
لقد جللت خزيًا هلال بن عامر ... بني عامر طرًّا بسلحة مادر
فأف لكم لا تذكروا الفخر بعدها ... بني عامر أنتم شرار المعاشر
تاج العروس "٣/ ٥٣٦"، "مدر".

<<  <  ج: ص:  >  >>