ويروي أهل الأخبار أن أشعر الناس حيًّا هذيل. وقيل:"أفصح الشعراء لسانًا وأعذبهم أهل السروات، وهن ثلاث وهي: الجبال المطلَّة على تهامة مما يلي اليمن، فأولها هذيل، وهي تلي السهل من تهامة، ثم بجيلة في السراة الوسطى وقد شركتهم ثقيف في ناحية منها، ثم سراة الأزد، أزد شنوءة، وهم: بنو الحارث بن كعب بن الحارث بن نصر بن الأزد. وقيل: أفصح الناس: عُلْيَا تميم وسُفْلى قيس، وقيل: سافلة العالية وعالية السافلة، يعني: عجز هوازن، وأهل العالية: أهل المدينة ومن حولها ومن يليها ودنا منها، ولغتهم ليست بتلك عند "أبي زيد"١".
ويلاحظ أن هنالك قبائل كثيرة لم يروِ علماء الشعر لها شعرًا، أو أنهم رووا شعرًا قليلا لها، بينها قبائل كبيرة معروفة، كان لها تقدم ونفوذ، مثل: الغساسنة وتنوخ ولخم وبهراء، وكلب، ولا يعقل أن يكون الله قد حرم هذه القبائل من قول الشعر، فلم ينبت في أرضها شاعر، ولم يقم بينها من جاري القبائل الأخرى في قول الشعر، وهم عرب مثل غيرهم،