للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهم حس وشعور، فلا يعقل عدم ظهور شعراء بينهم، ويظهر أن سبب إهمال رواة الشعر لشعر هذه القبائل هو اعتبارهم هذه القبائل دون القبائل الأخرى في اللغة والفصاحة، لأنهم كانوا على اتصال بالحضر، فلم يسائلوهم، ولم يقيموا لشعورهم وزنًا، ولهذا لم يصل منه إلينا شيء، أو إلا القليل منه، فظهرت تلك القبائل في جملة القبائل المقلة في الشعر.

وقد روي لبعض الشعراء شعر كثير، فيه قصائد طويلة، وصل لنا في دواوين، أو في كتب الشعر والأدب، فوقفنا بذلك على شعرهم. وهناك شعراء اشتهر أمرهم وعرف ذكرهم، إلا أن معظم شعرهم قد ذهب معهم، فلم يبق منه إلا القليل، بحيث لا يتناسب هذا الباقي منه مع الشهرة التي أحاطت بهم. وقد عرف هؤلاء بالشعراء المقلِّين١.

ومن المقلِّين في الشعر: طرفة بن العبد، وعبيد بن الأبرص، وعلقمة الفحل، وعدي بن زيد، وطرفة أفضل الناس واحدة عند العلماء. وهي المعلقة:

لخولة أطلال بِبُرْقة ثَهْمَد

وله سواها يسير. ومن المقلين المحكمين سلامة بن جندل، وحصين بن الحُمَام المرِّي، والمتلَمِّس، والمسيب بن علس، ومنهم عنترة، والحارث بن حِلِّزة، وعمرو بن كلثوم، وعمرو بن معدي كرب، والأسعر بن أبي حمران الجعفي، وسويد بن أبي كاهل، والأسود بن يعفر٢.


١ المزهر "٢/ ٤٨٥"، "المقلُّون من الشعراء".
٢ العمدة "١/ ١٠٢ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>