وقد عظم بعض أهل الجاهلية قبور ساداتهم ورؤسائهم واتخذوها أضرحة يزورونها ويتقربون إليها ويتبركون بها، وقد بلغ من بعضهم أن جعلها حمى وملاذًا من دخل إليها آمن، ومن لجأ إليها وكان محتاجًا أغيث، ومن طلب العون واستغاث بصاحب القبر أغيث، حتى صارت في منزلة المعابد. ومنها أضرحة السدنة والكهان وسادات القبائل، فقد كان قبر "تميم" جد قبيلة "تميم" مزارًا معظمًا عند أبناء القبيلة من احتمى به من "بني تميم" ومن غيرهم صار آمنًا.
ولم أجد في أخبار أهل الأخبار ما يفيد بوجود أضرحة في مكة، اتخذت مزارًا وموضعًا يتبرك به. يعظمونه ويتقربون إليه بالنذور والذبائح. لقد كان قبر قصي معروفًا عند أهل مكة، ولكنهم لم يتخذوه مزارًا ومصلى على ما يتبين من رويات الإخباريين.