للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخسة والدناءة]

والخسة والدناءة، والخسيس الدنيء والحقير١. والدنيئة النقيصة٢. والدنيّة الخصلة المذمومة٣. وهي من المثالب التي تكون في الإنسان. فيزدرى من شأنه ويحتقر بين قومه. ومنها الحسد واللؤم وعدم احترام العرض. والعرب تتنخى من الدنايا وتستنكف منها٤.

والحسد من الصفات السيئة التي كرهها العرب. وقد كان الحسد إذ ذاك كثيرًا، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية وانتشار الفقر. فكان الفقير يحسد غيره على ما عنده، مهما كان ما عنده قليلا، لأنه لا يملك حتى هذا القليل. وقد بحث "الجاحظ" في الحسد، ووضع رسالة فيه دعاها: كتاب فصل ما بين العداوة والحسد. والحسد عنده شيء مألوف يقع لكل طبقة ولكل إنسان. ومن أسبابه: حب للرياسة، ووجود النعمة، وأمور أخرى ذكرها وتحدث عنها. كما تكلم عن مظاهر الحسد وأشكاله عند الجاهليين والإسلاميين، وقد جعله فوق العداوة، لأن العداوة تزول بزوال أسبابها، أما الحسد، فإنه دائم باق٥.

و"الجبن"، من الصفات التي يعير "الجبان" بها. وهو الذي لا يحب القتال ولا يستعمل سيفه. ولما كانت الحياة عند العرب حياة قتال صارت الشجاعة في الإنسان صفة من صفات التكريم والتعظيم والتقدير، عكس "الجبن"،


١ تاج العروس "٤/ ١٣٧"، "خس".
٢ تاج العروس "١/ ٦٦"، "دنأ".
٣ تاج العروس "١٠/ ١٣٢"، "دنو".
٤ تاج العروس "١٠/ ٣٦٢"، "نخا".
٥ راجع رسالته في رسائل الجاحظ "١/ ٣٢٥ وما بعدها"، تحقيق "عبد السلام محمد هارون".

<<  <  ج: ص:  >  >>