يقول أهل الأخبار في معرض كلامهم على كسوة العرب:"وما أهل الحضر وسكنة المدر منهم، فكانوا يتفننون في لبوسهم، ويختلفون في كسوتهم، فكان الكاهن لا يلبس المصبغ والعراف لا يدع تبذييل قميصه وسحب ردائه، والحكم لا يفارق الوبر، والشاعر منهم كان إذا أراد الهجاء دهن أحد شقي رأسه، وأرخى إزاره، وانتعل نعلًا واحدة، وكان لحرائر النساء زي. ولكل مملوك زي، ولذوات الرايات زي ... "١. فيظهر من قولهم هذا أنه قد كان لرجال الدين أو لبعض منهم زي يميزون أنفسهم به عن بقية الناس، وهو شيء معروف عند البشر من قديم الأيام إلى اليوم فلا نستبعد وجود زي خاص لرجال الدين عند الوثنيين الجاهليين. أما رجال الدين من أهل الكتاب، فقد كانوا يتزيون بزي خاص يميزهم عن بقية أتباعهم. وقد نص على ذلك أهل الأخبار.