للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التصوير]

وقد عثر المنقبون والباحثون عن الآثار القديمة على رسوم بشر وحيوان ونبات نقشها الجاهليون على الصخور والحجارة, يرمز بعض منها إلى أمور دينية وأساطير قديمة. ويعبر البعض الآخر عن مواهب فنية عند حافري هذه الصور, وعلى مقدرة تقدر في الرسم, وعلى وجود ميول فطرية عند أصحابها في الفن, وفي محاولة إبراز العواطف النفسية والتعابير بلغة فنية يفهمها كل إنسان, هي لغة الرسم والنقش.

وفي أخبار أهل الأخبار أن أهل الجاهلية كانوا يتقربون إلى الصور, كما كانوا يزينون بيوتهم بالصور وبالنسيج المصور, كما كانوا يستعملون ستائر ذات صور, ويلبسون ملابس ذات صور ورسوم. ولما فتح الرسول مكة, أمر بتحطيم ما كان بها من أصنام وأوثان. وقد ذكر أهل الأخبار, أنه كانت في الكعبة حمامة من عيدان فكسرها بيده ثم طرحها, ثم وجد صور الملائكة وغيرهم, فرأى إبراهيم مصورًا في يده الأزلام يستقسم بها, وصورة عيسى بن مريم وأمه, وصورة الملائكة أجمعين. فأمر الرسول بطمس تلك الصور, فغسلت بالماء, ومسحت بثوب بلّ بالماء, فطمست, إلا صورة عيسى بن مريم وأمه, إذ أمر الرسول بإبقائها كما تقول بعض الروايات, فبقيت إلى أيام "عبد الله بن الزبير", فلما

<<  <  ج: ص:  >  >>