للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل التاسع والتسعون: ركوب البحر]

والبحر في رأي علماء العربية الماء الكثير، ملحًا كان أو عذبًا. وقد غلب على الملح فقط، حتى قل في العذب، وهو خلاف البر١. وأطلق أهل العربية الجنوبية على البحر اللفظة نفسها التي نطلقها عليه، فيقولون "بحرم" أي بحر. وقد ذكر البحر في معاهدة التآخي والأخوة "تاخين" التي عقدت في القرن الرابع للميلاد بين ملك الحبشة "جدرت" والملك "يدع اب غيلان" ملك حضر موت، لمقاومة ملك سبأ وذي ريدان٢. وذكر في النص المعروف بنص "أبنة"، حيث ورد: "وكل الت ذ بحرم ويبسم ومشرقم ومغربم": ومعناه الحرفي "وكل آلهة البحر واليابسة والمشرق والمغرب". وقد ذهب "رودوكناكس" إلى أن لفظة البحر تعني الجنوب، وأن لفظة "يبسم" "يابس" "يبس" "يابسة" تعني الشمال، وأن معنى الجملة المذكورة: "وكل آلهة الجنوب والشمال والمغرب"٣. وقد وردت اللفظة بمعنى "بحر" في نص "Glaser ٨٣٠ حيث جاء: "ببحرم ويبسم وكل تشعث وزبد"٤، أي "ببحر ويابسة وكل العطايا والهدايا".


١ تاج العروس "٣/ ٢٧"، "بحر".
٢ السطر الخامس عشر والسادس عشر من النص: Glaser ٨٥٠
٣ Rhodokanakis, Stud. Lexi., Ii, S. ١٠, ١٦٦.
٤ السطر الخامس عشر من النص،
Rhodokanakis, Ii, S. ١٠. Mordtmann, Himj. Inschi., S. ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>