للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول يحدثنا بأن صاحبه, وقد سقط اسمه منه بسبب تلف أصاب مقدمته، قد حمد ربه "المقه" وشكره؛ إذ مَنَّ عليه وأغدق نعمه عليه وهو في حضرموت مع جيش سيده وملكه "شعر أوتر" "ملك سبأ وذي ريدان"، الذي حارب حضرموت واستولى على "شبوة" التي لم تمتثل أوامر الملك وقاومته، ولأنه أي: ربه "المقه" نصر ملكه ووفقه في هذه الحرب فعاد سالمًا ظافرًا إلى المدينة "مأرب" بالأسلاب والغنائم من ماشية وأموال وأسرى، مما سرَّ الملك ورعيته، ولأنه من عليه فرزقه أولادًا ذكورًا١.

وأما النص الثاني، وهو النص Jamme ٦٣٧، فقد حمد صاحبه ربه "المقه" إذ وفقه ومن عليه فحصل على غنائم من مدينة "شبوة" التي قاومت الملك "شعر أوتر" فاكتسحها، فقدم لمعبده: "معبد أوَّام" تمثالًا تعبيرًا عن شكره له واعترافًا بمننه عليه٢. فيظهر منه أن هذا الرجل، واسمه "ظبنم أثقف بن حلحلم"، كان نفسه في جملة من دخل مدينة شبوة من جيش "شعر أوتر"، فحصل على أسلاب وغنائم جعلته يحمد إلهه عليها ويشكره, ويقدم إليه ذلك التمثال تعبيرًا عن تقربه إليه.

وعثر المنقبون على نص مهم آخر رقم بـJamme ٦٣٢، يفيد أن جيش "شعر أوتر" استولى على "شبوة" وعلى مدينة "قنا" ميناء حضرموت الرئيسي في ذلك العهد، وأن صاحبي النص "حمعثت أرسف بن رابم" و"مهقبم بن وزعان"، وهما بدرجة "مقتوى"، أي: درجة قادة الجيش الكبار، في جيش "أسدم أسعد"٣، الذي هو من بني "سأرن" "سأران" و"محيلم", كانا قد تقربا إلى الإله "المقه ثهوان" بأربعة تماثيل وثور، وضعوها في معبده المخصص لعبادته المسمى "معبد أوام"؛ تعبيرًا عن حمدهما وشكرهما له، إذ من عليهما وأسبغ عليهما نعمه، وأفاض عليهما الغنائم والأموال وأعاد سيدهما ورئيسهما "أسد أسعد" من بني "سأران" سالما غانما من كل المعارك التي خاضها في سبيل سيده الملك "شعر أوتر" "ملك سبأ وذي ريدان" يصحب


١ Jamme ٦٣٦, Mamb ٢٤٥, Mahram P.١٣٩.
٢ Jamme ٦٣٧, Mamb ٦٠, Mahram P.١٣٩.
٣ "أسد أسعد".

<<  <  ج: ص:  >  >>