للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد حمد الإله "المقه" بعد عودته منها كلها سالمًا معافًى؛ لأنه هو الذي حرسه وحماه وحفظه, واعترافًا بنعمه هذه عليه، قدم إليه تمثالًا وضعه في معبده المخصص بعبادته المسمى "معبد أوَّام". وقد توسل إلى إلهه "المقه" بأن يديم نعمه عليه وعلى ملكه "شعر أوتر" ملك سبأ وذي ريدان، وأن يبعد عنه كل أذًى وشر، وأن يهلك أعداءه وحساده١.

وذكر القائد بعد هذه المقدمة أن في جملة الحروب والمعارك التي خاضها في سبيل سيده الملك، حروبًا خاضها مع "أشعرن" "أشعران" و"بحرم" ومن انضم إليهما من ناس، وحروبًا خاضها في منطقة خلف مدينة "نجران" "نجرن"؛ لمحاربة مقاتلي الحبش "حبشن" ومن كان يؤازرهم ويساعدهم٢. ويظهر من هذا النص أن نجران كانت في أيدي الحبش في هذا الزمن.

وكانت منازل "الأشاعرة" "الأشاعر" "الأشعر" "الأشعريون" في القديم منتشرة على الساحل الغربي من "جيزان" إلى "باب المندب"٣. أما في أيام "الهمداني"؛ فقد كانت في أرض "معافر" المعافريين٤.

وأما "بحرم" "بحر"، فقد كانت عشيرة من عشائر "ربيعة" "ربيعت" "ربعت"٥.

ويظهر من دراسة هذا النص أن الملك "شعر أوتر" كان قد هاجم أولًا أرض "أشعرن" "أشعران"، ثم هاجم "بحرم"، وكان القائد صاحب النص يحارب معه. وبعد أن انتهى من قتالهما انتقل بجيشه للقتال في منطقة "نجران" حيث كان الحبش قد تجمعوا فيها، فقاتلهم وقاتل من كان معهم. ثم نقل القتال إلى الغرب إلى "قريتم" "قرية" وهي "لبني كاهل" "كهل"، "قريتم ذت كهلم". فتحارب جيش "شعر أوتر" مع سيد المدينة "بعل هجرن"، أي: مع صاحب مدينة "قرية"، وتغلب عليه، وحصل على غنائم


١ Jamme ٦٣٥, Mamb ٢٧٠, Mahram, Pp.١٣٦
٢ السطران: "٢٣" و"٢٤" من النص.
٣ Sprenger, Die Alte Geographie Arabiens, S. ٦٣
٤ D. H. Muller, Al-Hamdani's Geographie Der Arabischen
٥ Halbinsel, I, S. ٥٣, Mahram, P.٣٠٣

<<  <  ج: ص:  >  >>