للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولدينا نص آخر دونه رجل اسمه "ربيعت" "ربيعة"، ذكر فيه أنه قدم تمثالًا إلى الإله "المقه"؛ لأنه أعاده سالمًا معافًى من كل المعارك التي اشترك فيها والحرب التي شنها، وقد سأل إلهه أن يحفظه وأن يمنَّ عليه وعلى سيديه "شعر أوتر" و"حيو عثتر يضع"١. ولم يذكر النص شيئًا عن تلك المعارك وعن المواضع التي دارت فيها رحاها.

ويعد النص: CIH ٣٩٨ من النصوص المهمة التي تتحدث عن تأريخ سبأ، إذ تحدث عن "شعر أوتر"، على أنه "ملك سبأ وذي ريدان"، ثم تحدث في الوقت نفسه عن "الشرح يحضب" وعن أخيه "يأزل بين"، وقد لقبهما بـ"ملكي سبأ وذي ريدان". ومعنى هذا أن حكم سبأ وذي ريدان كان لـ"شعر أوتر" وللأخوين: "الشرح يحضب" وشقيقه "يأزل بين"، وهما من أسرة همدانية أخرى سأتحدث عنها في موضع آخر, وقد توسل صاحب النص إلى آلهته بأن تمن عليهما بالصحة والعافية والنصر٢.

وقد أثار هذا النص جدلًا بين علماء العربيات الجنوبية في معاصرة "علهان نهفان" لـ"فرعم ينهب"، وفي حكم "شعر أوتر" و"الشرح يحضب" وشقيقه، وتلقب كل واحد منهم بلقب "ملك سبأ وذي ريدان" فذهبوا في ذلك مذاهب؛ إذ ليس من المعقول أن يكون مقر حكم "شعر أوتر" و"الشرح يحضب" وأخيه في "مأرب"، ويكون حكمهم حكمًا مشتركًا. فبين أسرة "شعر أوتر" وأسرة "الشرح" تنافس قديم، لا يمكن أن يسمح بحكم هؤلاء الثلاثة من مدينة مأرب، وبحملهم لقبًا واحدًا عن رضًا واتفاق.

وذهب بعضهم إلى أن هذا النص لا يشير إلى حكم الأخوين، في أيام حكم "شعر أوتر"، وإنما يشير إلى أنهما حكما بعده، وإذن فلا غرابة في القضية؛ إذ لم يكن الحكم مشتركًا وفي زمن واحد. وذهب بعض آخر إلى أن حكم "الشرح" وشقيقه كان مستقلًّا عن حكم "شعر أوتر"، وأن الأخوين لم يكونا مرتبطين بـ"شعر أوتر" بأي رباط، وإنما كانا يعدان أنفسهما الملكين الشرعيين،


١ Rep. Epig. ٤٨٤٢, Le Museon, Li, ١٩٣٨, P.١٣٣, ١٣٥, Mahram, P.٣٠٤, Le Museon, ١٩٦٧, ١-٢, P.٢٨٣
٢ Glaser ٨٩١, Abessi., S. ٨٣, Cih ٣٩٨, Iv, Ii, I, P.٥٨, Die Arabische Frage, S. ١٤٨, Background, P.٩٥

<<  <  ج: ص:  >  >>