للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معبد "المقه" إله السبئيين واستخفافه به. ولم يذكر صاحب النص السبب الذي حمل "شعرم أوتر" على مهاجمة سيد خولان، إذ عزاه إلى انتقام الإله "المقه" منه، فكأن هذا الإله هو الذي سلط "شعرم أوتر" عليه؛ لينتقم منه جزاء فعلته المنكرة بمعبده، ولعل "عبد عثتر" كان قد تجاسر على "شعرم أوتر" فهاجم أرضه، أو أنه خاصمه وعارضه أو عصى أمرًا له، فهاجمه "شعرم أوتر" وانتقم منه.

واختتم صاحب النص المذكور نصه بتقديم حمده وشكره لإلهه، إذ مَنَّ عليه فمكنه من الدفاع عن تربة بلاده، وأغدق عليه نعماءه فمنحه غلة وافرة وثمارًا كثيرة. وذلك في أيام سيديه الملكين، وفي عهد "القول" القيل "رثد أوم بزد بن حبب"١، وفي أيام "بني عنن" "بني عنان" وشع "صرواح"، ثم ذكر أسماء الآلهة٢.

ويظهر من النص أن صاحبه كان ممن اشتركوا في الحروب، ولعله كان من قادة الجيش فيها، أو من سادات القبائل الذين أسهموا مع قبيلتهم فيها. وكان في جانب "الشرح"، وأخيه "يأزل" وقد يكون ذكر "شعر أوتر" وذكر لقبه معه على سبيل الحكاية، لا الاعتراف بكونه ملكًا على سبأ وذي ريدان.

وسجل رجل من أتباع الملك "شعرم أوتر" أنه قدم إلى الإله "عزى" حصانًا وصورة من الذهب؛ لأنه أنقذ حياته، ونجاه في الحروب التي خاضها فيها مع سيده الملك، ولكي يمن الإله عليه، ويبارك فيه وفي سيده الملك٣. ويتبين من ذلك أن صاحب هذا النص كان من المحاربين الذين قاتلوا في صفوف "شعرم أوتر".

وذُكِرَ "شعرم أوتر" في كتابة دونها قوم من "بني تزأد"، وقد حمدوا فيها الإله "المقه ثهون بعل رثون"٤ ومجدوه، وقدموا نذرًا إليه. ثم ذكروا


١ قد يقرأ الاسم على هذه الصورة: "رثد أوم يزيد بن حبيب"، "رثد أوام يزد بن حباب"، وما شاكل ذلك من قراءات.
٢ Cih ٣٩٨, Iv, Ii, I, P.٥٨, Halevy. Revue Semitique, Iv, ١٨٩٦, P.٧٩, Winckler, Die Sab. Inschri., Der Zelt Alhan Nahfan's S. ٣٤٧
٣ Rep. Epig. ٤١٩٤, Vii, I, P.١٠٥, Va ٥٣١٣
٤ "المقه ثهوان إله رثون" "المقه ثهوان إله رثوان".

<<  <  ج: ص:  >  >>