للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإننا نستنتج من ذلك كله أن قسمًا من السبئيين كانوا منحازين إلى هذا الملك، وأنهم كانوا يعترفون به ملكًا على سبأ وذي ريدان, وأن "الشرح يحضب" لم يكن يحكم كل سبأ والقبائل التابعة للسبئيين.

وذكر اسم "شعرم أوتر" في نصين آخرين قصيرين، هما بقايا نصين. ورد في أحدهما اسم "ظفار"١، وقد أهمل فيه لقبه, أما النص الثاني فقد دون عند بناء بيت، وقد لقب فيه بـ"ملك سبأ وذي ريدان"٢.

ويظهر أن "شعر أوتر" قد تمكن من بسط سلطانه على أكثر حكومات العربية الجنوبية وعلى قبائلها، ما خلا المناطق التي كانت في أيدي الحبش، وهي الأرضون الغربية من اليمن والواقعة على ساحل البحر الأحمر٣.

لقد جعل "جامه" حكم "شعر أوتر" فيما بين السنة "٦٥" والسنة "٥٥" قبل الميلاد، وجعل نهاية حكم شقيقه "حيو عثتر يضع" في السنة "٥٠" قبل الميلاد، وهي سنة انتقال الملك من أسرة "يرم أيمن" إلى أسرة "فرعم ينهب" التي بدأت حكمها في أرض تقع حوالي "صنعاء", ثم وسعت حكمها حتى شمل مملكة سبأ وذي ريدان كلها٤.

هذا، وأود أن أشير هنا إلى أن النص: Jamme ٦٣١ المكتوب في أيام الملك "شعر أوتر" والذي تحدثت قبل قليل عنه، قد ورد فيه اسم ملك هو "لعززم يهنف يهصدق"، وملك آخر اسمه "لحيعثت يرخم", وقد لقب كل واحد منهما بـ"ملك سبأ وذي ريدان". ومعنى هذا وجود ملكين آخرين كانا يحكمان في أيام "شعر أوتر", كل منهما يلقب بلقب "ملك سبأ وذي ريدان". وإذا أضفنا إليهما وإلى الملك "شعر أوتر" الشقيقين "الشرح يحضب" و"يأزل بين"، وقد كانا يلقبان بهذا اللقب أيضًا، نجد أمامنا خمسة ملوك يلقبون بلقب واحد. ويرى بعض الباحثين أن الملك "لعززم يهصدق" كان ملك أرض "ظفار" وما جاورها، وهو الذي هاجمه الحبش وانتصروا عليه,


١ نشر "ص٦١، ٦٢، ٦٣".
٢ نشر "ص٦٤ وما بعدها".
٣ Le Museon, ١٩٦٤, ٣-٤, P.٤٧٥
٤ MAHRAM, PP.٣٩٠

<<  <  ج: ص:  >  >>