سردد، واشتبك بالحبش وبقبائل سهرة في موضعين, حيث جرت معارك معهم في موضع "ودفتن""ودفتان" وموضع "وديفان""ودفن"، ثم في "لقح". ثم اشتبك بعد هذه المعارك بخمس وعشرين جماعة من جماعات "أكسمن" و"جمدن""جمدان" و"عكم" عك، وبجماعات من سهرة, وقد أنزل بكل هذه الجماعات خسائر فادحة، وغنم منها غنائم كبيرة، وأخذ منها أسرى وماشية كثيرة، ثم عاد إلى مدينة "هجرن صنعو" صنعاء. وحين وصل إليها جاءه رسل "تنبلتم""جمدن""جمدان" ومعهم أطفالهم يريدون أن يضعوهم ودائع عنده، تعبيرًا عن طاعتهم له، وإقرارًا بخضوعهم لحكمه. فحفظهم رهائن عنده, وقد أقسموا, وأقسم قوم من أهل "لقح" يمين الإخلاص والطاعة، وحمد "الشرح يحضب" مع شقيقه "المقه ثهوان" على هذا التوفيق١.
ويظهر من هذا النص أن الأحباش، ومعهم أهل "سهرة" الذين كانوا قد استقروا واستوطنوا "وادي سهام"، كانوا قد تحرشوا بالسبئيين، وقاتلوا جيوش "الشرح يحضب", أي: جيوش مملكة "سبأ وذي ريدان", فقرر الملك الانتقام منهم والأخذ بثأره، فاتجه نحو الشمال حيث تقابل مع الحبش في "وادي سردد"، على مسافة "٤٠" كيلومترًا شمال مدينة "الحديدة". فوقعت معارك بينه وبينهم في سهل "ودفين""ودفتان" و"دفن""ووفان"، وفي أرض "لقح""لقاح". وقد تقابل السبئيون بعد "لقاح" بجماعات عددها خمس وعشرون جماعة من "أكسوم" و"جمدن""جمدان"، وعك، وسهرة, غلبها جيش "الشرح" وشتت شملها. ثم عاد الملك بعد ذلك إلى "صنعاء"، حيث استقبل رسل "جمدن"، على نحو ما ذكرت.
ويحدثنا النص Jamme ٥٧٥ عن معارك وقعت أيضا بين "الشرح يحضب" وأخيه "يأزل بين" من جهة، وبين الأحباش وحلفائهم عشائر "سهرة" وعشائر أخرى من جهة ثانية، ويذكر أن الملك "الشرح يحضب" وضع خطة محاربة الأحباش وحلفائهم وهو في "صنعاء". وبعد أن أتم كل شيء، أرسل مقدمة من الأدلاء "بقد ميهمو دلولم"؛ لتتعرف على مواضع العصابات المنشقة,