للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاستطاع أن يجمع أعوانه وأنصاره ومن كان يميل إليه ويؤيده، جمعهم في وادي "أظور"، غير أن قوات الملكين هاجمته فأصابته بهزيمة اضطُرَّ على أثرها إلى الالتجاء إلى مدينتي "يكلا" "يكلأ" و"إبون" "أبون" "أبوان"، وأجبر على أن يعطي عهدًا بالولاء للملكين، وعلى الاعتراف بسيادتهما عليه, إلا أنه تحصن بمدينة "هكرم" "هكر"، وامتنع بها وأغلق عليه الأبواب عندما جاءته قوات الملكين تطلب منه الاستسلام. وهاجمت قوات الملكين المدينة، واستباحتها؛ فاضطر "كرب إيل" إلى الاستسلام وإعلان طاعته وخضوعه للملكين١.

ويحدثنا النص: Jamme ٥٨٦ بأن الملكين تمكنا من سحق عصيان حمير ومن إنزال خسائر فادحة بمحاربيهم ومن تأديب عشائرها، ثم أنزلا خسائر فادحة بقوات "كرب إيل" وبكتائب حمير المحاربة التي كانت معه، وغنما من هذه المعارك غنائم كثيرة. وقد قام صاحب النص بغارة مع أربعين جنديًّا على منطقة "سرعن" "سرعان"، فوجدوا هناك مائة جندي من جنود حمير فباغتوهم، وقتلوا منهم سبعة وعشرين نفرًا، ثم تقدم صاحب النص على رأس قوة مكوَّنة من خمسين جنديًّا من "سرعان"، فهاجم قبيلة "قشمم" "قشم"، وتمكن رجاله من قتل "الزاد" الزأد" من عشيرة "ربحم" "ربح" "رباح"، ومن قتل واحد وخمسين محاربًا من رجاله. ثم عاد مع رجاله بغنائم كثيرة وبعدد من الأسرى٢.

ويظهر أن القتيل "الزاد" "الزأد" كان رئيسًا من رؤساء العشائر، ومن مثيري الاضطرابات والفتن، ومن العصاة على حكم سبأ وذي ريدان. وأما "قشم" فقبيلة أو عشيرة، كانت منازلها جنوب "ردمان" وغرب "مضحيم" "مضحي"٣.

وقد سجل الملكان أخبار انتصارات لهما في نص موسوم بـJamme ٥٧٦, وقد افتتح نصهما بمقدمة تخبر أن الملكين انتصرا بفضل توفيق الإله "المقه ثهون" "المقه ثهوان" ومساعدته لهما على جميع أعدائهما من المحاربين والقبائل ومن ثار عليهما، ابتداءً من القبائل النازلة في الشمال وفي الجنوب إلى المحاربين الذين


١ Mahram Pp.٣١٧-٣١٨
٢ Jamme ٥٨٦, Mamb ٢٦٢, Mahram, P.٩٣
٣ Jamme, P.٣١٨

<<  <  ج: ص:  >  >>