للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجمع "شمر" قواته وكل من ساعده من حمير وردمان ومضحي؛ ليصد جيش "الشرح يحضب" وعسكر بها بين مدينتي "هرن" "هران" و"ذمر" "ذمار"١، وأقام هناك استعدادًا لجولة جديدة.

ورأى "الشرح يحضب" وجوب مباغتة هذه القوة المتجمعة، قبل أن يشتد ساعدها وتصبح قوة محاربة قوية، فسار على رأس ألف وخمسمائة جندي وأربعين فارسًا، ومعه عدد من الأقيال، حتى التقى بجمع "شمر ذي ريدان" ومعه عشائر من حمير وردمان ومضحي، وزهاء ستة عشر ألف بعير، فباغت "الشرح يحضب" جمع شمر، وهرب بعض الريدانيين وبعض عشائر حمير إلى مدينة "ذمار"، وذهب بعض الفرسان ومعهم قوات أخرى إلى معسكراتهم في "أنحرم" "أنحر" و"طريدم" "طريد", وأخذ قسم من القوات يطارد "شمر ذي ريدان"٢. ولم يتحدث النص عما وقع بعد ذلك؛ إذ أصاب آخر الكتابة تلف، أو لأن بقيتها كتبت على حجر آخر لمَّا يُعثَرْ عليه، فأضاع خبر بقية الحملة.

ولكن النصوص: Jamme ٥٧٧ و Jamme ٥٨٥ و CIH ٣١٤ + ٩٥٤ تفيدنا في الوقوف على أنباء معارك وقعت بين "شمر ذي ريدان" وحلفائه, وبين "الشرح يحضب" بعد المعارك المتقدمة. وقد أصاب النص Jamme ٥٧٧ تلف أضاع فهم مقدمته، فاقتحم بجملة: وقتل فرسه، ثم اتجهوا نحو مدينة "زخنم" "زخان"، وأصابوا غنائم من كتائب حمير وردمان ومضحي أرضتهم، ثم غادرهم الملك "الشرح يحضب" وذهبوا إلى "ترزنن" "ترزنان"٣.

فيظهر من هذه الفقرة أن الملك "الشرح يحضب" اكتفى بعد انتصاره على خصومه في معركة مدينة "زخان"، فعاد إلى قاعدته، وذهب قسم من جيشه إلى مدينة "ترزنن"؛ ليستجم من القتال.

ثم يذكر النص أن "شمر ذي ريدان" ومن انضم إليه من حمير ومن "ولد عم" أي: القتبانيين، صدوا عن الحق, وعصوا، وتجمعوا للزحف ثم


١ الفقرة ١٤ من النص.
٢ الفقرة ١٦ من النص.
٣ الفقرة الأولى من النص.
JAMME ٥٧٧, MAMB ٢١٩, MAHRAM, P.٧٦, LE MUSEON, ١٩٦٧, ١-٢, P.٢٨٦

<<  <  ج: ص:  >  >>